البسيطة) واما في غير تلك الموارد فلا.
(القول الرابع) : ما عن بعض الأعاظم ـ قده ـ من ان الحروف والأدوات وضعت للاعراض النسبية الإضافية كمقولة الأين والإضافة ونحوهما. وملخص ما أفاده ـ قده ـ هو ان الموجود في الخارج على أنحاء ثلاثة :
(النحو الأول) : ما يكون وجوده وجوداً لنفسه كالجوهر بأصنافه.
(النحو الثاني) : ما يكون وجوده في نفسه وجوداً لغيره كالإعراض التسع التي قد يعبر عن وجودها بالوجود الرابطي ، وهي على طائفتين :
إحداهما ما يحتاج في تحققه إلى موضوع واحد في الخارج ويستغنى به ك (الكم) و (الكيف) ونحوهما.
والثانية : ما يحتاج في تحققه إلى موضوعين ليتقوم بهما كالعرض الأيني والإضافي وغير ذلك.
(النحو الثالث) : ما يكون وجوده لا في نفسه كأنحاء النسب والروابط.
وعلى ذلك فنقول : ان الحاجة دعت العقلاء إلى وضع الألفاظ التي تدور عليها الإفادة والاستفادة ؛ وبعد أن فحصنا وجدنا انهم وضعوا الأسماء للجواهر وعدة من الاعراض ، ووضعوا الهيئات من المركبات والمشتقات للنسب والروابط ووضعوا الحروف للاعراض النسبية الإضافية. فكلمة (في) ـ مثلا ـ في قولنا : «زيد في الدار» تدل على العرض الأيني العارض على موضوعه كزيد ، والهيئة تدل على ربط هذا العرض بموضوعه وهكذا.
وان شئت قلت : ان المعاني منحصرة بالجواهر والاعراض وربطها بمحلها ولا رابع لها ؛ ومن المعلوم ان الحروف لم توضع للأولى ولا لبعض الأقسام الثانية لأن الموضوع لها الأسماء ، ولا للثالثة لأن الموضوع لها الهيئات ، فلا محالة تكون موضوعة للاعراض النسبية الإضافية. فكلمة (في) وضعت للأين الظرفي ، وكلمة (من) للأين الابتدائي وهكذا. ولا فرق في ذلك بين أقسام الحروف