فيه للقضاء ، وهو من الغداة إلى نصف النهار (وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌ) أي على حمله (أَمِينٌ) (٣٩) أي على ما فيه من الجواهر وغيرها ، قال سليمان : أريد أسرع من ذلك (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجاب (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ، ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا) أي ساكنا (عِنْدَهُ قالَ هذا) أي الإتيان لي به (مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي) ليختبرني (أَأَشْكُرُ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه (أَمْ أَكْفُرُ) النعمة (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) أي لأجلها لأن ثواب شكره له (وَمَنْ كَفَرَ) النعمة (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ) عن شكره (كَرِيمٌ) (٤٠) بالإفضال على من يكفرها (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) أي غيروه إلى
____________________________________
النهار. قوله : (عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) أي وهو التوراة. قوله : (وهو آصف بن برخيا) بالمد والقصر ، وكان وزير سليمان وقيل كاتبه ، وكان من أولياء الله تعالى ، وقيل الذي عنده علم من الكتاب هو جبريل ، وقيل الخضر ، وقيل ملك آخر ، وقيل سليمان نفسه ، وعلى هذا فالخطاب في قوله أنا آتيك للعفريت ، وما مشى عليه المفسر هو المشهور. قوله : (كان صديقا) أي مبالغا في الصدق مع الله ومع عباده. قوله : (طَرْفُكَ) هو بالسكون البصر. قوله : (قال) أي آصف ، وقوله أي لسليمان. قوله : (دعا بالاسم الأعظم) قيل كان الدعاء الذي دعا به : يا ذا الجلال والإكرام ، وقيل يا حي يا قيوم ، وقيل يا إلهنا وإله كل شيء ، إلها واحدا ، لا إله إلا أنت ائتني بعرشها. قوله : (بأن جرى تحت الأرض) أي بحمل الملائكة له لأمر الله لهم بذلك. قوله : (أي ساكنا) أي غير متحرك ، كأنه وضع من قبل بزمن متسع ، وليس المراد مطلق الاستقرار والحصول ، وإلا كان واجب الحذف ، لأن الظرف يكون مستقرا ، وعلى ما ذكره المفسر فالظرف لغو عامله خاص مذكور فتدبر.
قوله : (مِنْ فَضْلِ رَبِّي) أي إحسانه إليّ. قوله : (وإدخال ألف) الخ ، أي فالقراءات أربع سبعيات ، وبقيت خامسة وهي إدخال ألف بين المحققين. قوله : (لأن ثواب شكره له) أي لأن الشكر سبب في زيادة النعم ، قال تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ). قوله : (بالإفضال على من يكفرها) أي فلا يقطع نعمه بسبب إعراضه عن الشكر وكفران النعمة. قوله : (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) معطوف في المعنى على قوله : (قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) وكلاهما مرتب على قوله : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ). قوله : (إلى حالة تنكره إذا رأته) أي فالتنكير إبهام الشيء ، بحيث لا يعرف ضد التعريف ، ومنه النكرة والمعرفة في اصطلاح النحويين. قوله : (نَنْظُرْ) هو جواب الأمر. قوله : (قصد بذلك) الخ ، أشار بذلك إلى حكمة التغيير. قوله : (لما قيل إن فيه شيئا) أي نقصا ، والقائل له : ما ذكر الجن ، وقالوا له : إن رجليها كرجلي حمار ، وقالوا له أيضا : إن في ساقيها شعرا لأنهم ظنوا أنه يتزوجها ، فكرهوا ذلك لئلا تفشي له أسرار الجن ، ولئلا يأتي منها أولا فيخلفوه في استخدام الجن فيدوم عليهم الذل.