الدنانير والدراهم (وَلا يُصْلِحُونَ) (٤٨) بالطاعة (قالُوا) أي بعضهم لبعض (تَقاسَمُوا) أي احلفوا (بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ) بالنون والتاء وضم التاء الثانية (وَأَهْلَهُ) أي من آمن به أي نقتلهم ليلا (ثُمَّ لَنَقُولَنَ) بالنون والتاء وضم اللام الثانية (لِوَلِيِّهِ) أي ولي دمه (ما شَهِدْنا) حضرنا (مَهْلِكَ أَهْلِهِ) بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٤٩) (وَمَكَرُوا) في ذلك (مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً) أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٥٠) (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أهلكناهم (وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) (٥١)
____________________________________
يولد في شهرهم هذا ، يكون عقر الناقة على يديه ، فقتل التسعة أولادهم وأبى العاشر أن يقتل ابنه ، فعاش ذلك الولد ونبت نباتا سريعا ، فكان إذا مر بالتسعة حزنوا على قتل أولادهم ، فسول لهم الشيطان أن يجتمعوا في غار ، فإذا جاء الليل خرجوا إلى صالح وقتلوه ، وتقدم أنهم اجتمعوا في الغار ، فأرادوا أن يخرجوا منه ، فسقط عليهم الغار فقتلهم ، وعقر الناقة ولد العاشر وهو قدار بن سالف ، وقيل إنهم جاءوا ليلا لقتله شاهرين سيوفهم ، فرمتهم الملائكة بالأحجار كما أفاده المفسر. قوله : (أي احلفوا) أشار بذلك إلى أن قوله : (تَقاسَمُوا) فعل أمر ، أي قال بعضهم لبعض : احلفوا على كذا. قوله : (بالنون) مع فتح التاء وقوله : (والتاء) كان المناسب أن يقول بالتاء ، لأن ضم التاء لا يكون إلا على قراءة التاء ، فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (أي من آمن به) أي وسيأتي أنهم أربعة آلاف. قوله : (بالنون) أي مع فتح اللام ، وقوله : (والتاء) أي فقراءة النون هنا ، مع قراءة النون في الذي قبله ، وقراءة التاء مع التاء ، فهما قراءتان فقط. قوله : (أي ولي دمه) أي دم من قتل صالح ومن معه. قوله : (مَهْلِكَ أَهْلِهِ) أي أهل ولي الدم الذي يقوم عند موت صالح وأقار به المؤمنين به. قوله : (بضم الميم) أي مع فتح اللام ، وقوله : (وفتحها) أي مع فتح اللام وكسرها ، فالقراءات ثلاث سبعيات. قوله : (أي إهلاكهم) راجع للضم لأنه من الرباعي. قوله : (وهلاكهم) راجع للفتح بوجهيه لأنه من الثلاثي. قوله : (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) أي ونحلف إنا لصادقون ، أو المعنى والحال وإنا لصادقون فيما قلنا. قوله : (وَمَكَرُوا مَكْراً) أي أرادوا إخفاء ما بيتوا عليه من قبل صالح وأهله. قوله : (وَمَكَرْنا مَكْراً) أي أهلكناهم من حيث لا يشعرون ، وهو من باب المشاكلة ، نظير قول الشاعر :
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه |
|
قلت اطبخوا لي جبة وقميصا |
وإلا فحقيقة المكر مستحيلة على الله تعالى ، لأنه التحيل على الغدر ، وهو من صفات العاجز ، والعجز على الله محال. قوله : (فَانْظُرْ) أي تأمل وتفكر. قوله : (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) بكسر إن على الاستئناف ، وفتحها على أنه خبر لمحذوف ، أي وهي تدميرنا إياهم ، والقراءتان سبعيتان. قوله : (أو برمي الملائكة) أو للتنويع ، أي أن عذابه نوعان موزعان عليهم ، رمي الحجارة على التسعة بسبب تبييتهم على قتل صالح وأهله ، والصيحة على غيرهم بسبب عقر الناقة ، ولو قال المفسر : أهلكناهم برمي الملائكة الحجارة وقومهم أجمعين بصيحة جبريل لكان أوضح. قوله : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ) مبتدأ وخبر أي ديارهم.