فعلى هذا المعنى المذكور تخرج الآية عن مورد البحث فالتفقه والانذار من قبيل الفائدة لا الغاية حتى يجب وجوب ذيها والمراد من الاول هو ما يترتب على الفعل من دون ان يكون باعثا للفاعل على صدور ذلك الفعل منه والثانى هو ما يترتب على الفعل مع كونه باعثا وداعيا الى صدوره من الفاعل هذا.
(قيل فى تفسير الآية وجوه) قال الطبرسى قدسسره فى تفسيره اختلف فى معناه على وجوه.
(احدها) ان معناه فهلّا خرج الى الغزو من كل قبيلة جماعة ويبقى مع النبى صلىاللهعليهوآله جماعة ليتفقهوا فى الدين يعنى الفرقة القاعدين يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والاحكام فاذا رجعت السرايا وقد نزل بعدهم قرآن وتعلّمه القاعدون قالوا لهم اذا رجعوا اليهم ان الله قد انزل بعدكم على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فيتعلمه السرايا فذلك قوله ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم اى وليعلموهم القرآن ويخوّفوهم به اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فلا يعملون بخلافه عن ابن عباس فى رواية الوالبى وقتادة والضحاك وقال الباقر عليهالسلام كان هذا حين كثر الناس فأمرهم الله ان تنفر منهم طائفة وتقيم طائفة للتفقه وان يكون الغزو نوبا (فعلى هذا التفسير) ان التفقه والانذار فيها من وظيفة المتخلفين القاعدين لا من وظيفة النافرين الى الجهاد.
(وثانيها) ان التفقه والانذار يرجعان الى الفرقة النافرة وحثها الله تعالى على التفقه لترجع الى المتخلفة فتحذرها ومعنى ليتفقهوا فى الدين يتبصروا ويتيقنوا بما يريهم الله عزوجل من الظهور على المشركين ونصرة الدين ولينذروا قومهم من الكفار اذا رجعوا اليهم من الجهاد فيخبرونهم بنصر الله النبى والمؤمنين ويخبرونهم انهم لا يدان لهم بقتال النبى صلىاللهعليهوآله والمؤمنين لعلهم يحذرون ان يقاتلوا النبى صلىاللهعليهوآله فينزل بهم ما نزل باصحابهم من الكفار عن الحسن وابى مسلم قال ابو مسلم اجتمع للنافرة ثواب الجهاد والتفقه فى الدين وانذار قومهم (فعلى هذا التفسير) ان التفقه والانذار من وظيفة النافرين الى الجهاد.