(ثالثها) ان التفقه راجع الى النافرة والتقدير ما كان لجميع المؤمنين ان ينفروا الى النبى صلىاللهعليهوآله ويخلو ديارهم ولكن لينفر اليه من كل ناحية طائفة لتسمع كلامه وتتعلم الدين منه ثم ترجع الى قومها فتبين لهم ذلك وينذرهم عن الجبائى قال والمراد بالنفر هنا الخروج لطلب العلم انتهى ويؤيد هذا التفسير بعض الاخبار الذى يأتى ذكره عن قريب فعلى هذا التفسير الثالث فلا كلام فى ان التفقه والانذار من وظيفة النافرين.
(قوله قلت اولا انه ليس فى صدر الآية دلالة على ان المراد النفر الى الجهاد الخ) وقد اجاب قدسسره عن الاشكال المذكور بوجوه :
(الاول) انه ليس فى صدر الآية دلالة على ان المراد النفر الى الجهاد لاحتمال ان يكون المراد منها بيان كون التفقه وتحصيل الاحكام الشرعية واجبا كفائيا لا عينيا ومجرد ذكر الآية فى آيات الجهاد لا يدل على ان يكون المراد النفر الى الجهاد.
(والثانى) لو سلمنا ان المراد بالنفر هو النفر الى الجهاد لكن تقييد الفرقة بالطائفة انما هو لاجل التفقه لان غرضه تعالى هو الجهاد ودفع الكفار سواء ذهبوا جميعا ام طائفة خاصة وحينئذ فالتقييد بالطائفة من جهة التفقه فالتفقه غاية لايجاب النفر على طائفة من كلام قوم لا لايجاب اصل النفر فعلى هذا الجواب الثانى ان الضمير فى قوله تعالى (لِيَتَفَقَّهُوا) و (لِيُنْذِرُوا) راجع الى النافرين.
(والثالث) انه قد فسر الآية بان المراد نهى المؤمنين عن نفر جميعهم الى الجهاد كما يظهر من قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة وامر بعضهم بان يتخلفوا عند النبى صلىاللهعليهوآله ولا يخلوه وحده فيتعلموا مسائل حلالهم وحرامهم حتى ينذروا قومهم النافرين اذا رجعوا اليهم وقد اشرنا الى ذلك التفسير الثالث نقلا عن المجمع والحاصل ان ظهور الآية فى وجوب التفقه والانذار مما لا ينكر فلا محيص عن حمل الآية عليه ويؤيد هذا ان اللام موضوعة للغاية لا للفائدة واستعمالها فى بعض المواضع للفائدة للقرينة لا يستلزم حملها عليها مطلقا مع ان الاصل الحقيقة.
(قوله وان لزم مخالفة الظاهر فى سياق الآية الخ) هذا بناء على ان صدر