(ومن جملة الآيات) قوله تعالى فى سورة البراءة (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) مدح الله عزوجل رسوله بتصديقه للمؤمنين بل قرنه بالتصديق بالله جل ذكره فاذا كان التصديق حسنا يكون واجبا ويزيد فى تقريب الاستدلال وضوحا ما رواه فى الكافى فى الحسن بابن هاشم انه كان لاسماعيل بن ابى عبد الله دنانير واراد رجل من قريش ان يخرج الى اليمن فقال له ابو عبد الله عليهالسلام يا بنى اما بلغك انه يشرب الخمر قال سمعت الناس يقولون فقال يا بنى ان الله عزوجل يقول (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول يصدق الله ويصدق للمؤمنين فاذا شهد عندك المسلمون فصدقهم ويرد عليه اولا ان المراد بالاذن السريع التصديق والاعتقاد بكل ما يسمع لا من يعمل تعبدا بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقه فمدحه بذلك لحسن ظنه بالمؤمنين وعدم اتهامهم.
(اقول) من جملة الآيات التى استدلوا بها على حجية الخبر آية الاذن هى فى سورة التوبة فى اواسطها وتقريب الاستدلال بها ان الله سبحانه وتعالى مدح نبيه صلىاللهعليهوآله بتصديقه للمؤمنين وقرنه بالتصديق بالله ولو لم يكن تصديقهم امرا حسنا لما مدحه به فاذا كان التصديق حسنا يكون واجبا اذ لا قائل بالفصل وبذلك يتم المطلوب وهو حجية خبر الواحد.
(ويزيد فى تقريب الاستدلال) وضوحا ما رواه فى محكى الفروع الكافى انه كانت لاسماعيل بن ابى عبد الله دنانير واراد رجل من قريش ان يخرج الى اليمن فقال إسماعيل يا أبت ان فلانا يريد الخروج الى اليمن وعندى كذا وكذا دينارا افترى ان ادفعها يبتاع لى بضاعة من اليمن فقال ابو عبد الله عليهالسلام يا بنى اما بلغك انه يشرب الخمر فقال إسماعيل هكذا يقول الناس فقال عليهالسلام يا بنى لا تفعل فعصى اباه ودفع اليه دنانيره فاستهلكها ولم يأت بشيء منها فخرج إسماعيل وقضى ان أبا عبد الله عليهالسلام حج وحج إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف البيت ويقول اللهم اجرنى واخلف علىّ فلحقه ابو عبد الله عليهالسلام فغمزه بيده من خلفه وقال له مه يا بنى ما لك على الله هذا ولا لك ان يؤجرك ولا يخلف