ويقول انه يقبل كلما يسمع اخبره الله انى انمّ عليه وانقل اخباره فقبل واخبرته انى لم افعل فقبل فرده الله تعالى بقوله لنبيه (ص) (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) ومن المعلوم ان تصديقه صلىاللهعليهوآله للمنافق لم يكن بترتيب آثار الصدق عليه مطلقا وهذا التفسير صريح فى ان المراد من المؤمنين المقرون بالايمان من غير اعتقاد فيكون الايمان لهم على حسب ايمانهم.
(واما الرواية المتقدمة) المتضمنة لقصة اسماعيل من قوله عليهالسلام اذا شهد عندك المسلمون فصدقهم وتوبيخه على ابقاء الدنانير عند الرجل القرشى والحث على اخذها منه فانما هو لاجل الاخذ بالاحتياط وعدم استيمان من اخبر بانه يشرب الخمر لا بمعنى ترتيب آثار الواقع.
(فى بحر الفوائد) الفرق بين التصديق بمعنى اظهار صدق المخبر فى اخباره ولو مع العلم بكذبه فى مقابل اظهار كذبه وبين تصديق خبره بمعنى ترتيب آثار الواقع عليه عند الشك فى مطابقته للواقع الذى هو محل الكلام فى مسئلة حجية خبر الواحد لا يكاد يخفى على ذى مسكة فان المعنى الاول لا تعلق له بمسألتنا هذه والمراد من الآية المعنى الاول لا الثانى والذى يدل عليه مضافا الى القرائن الداخلية والخارجية وانه لا معنى لتصديق غير الله تبارك وتعالى فى مقابل اخباره تبارك وتعالى حكم العقل المستقل بانه لا معنى لجهل النبى صلىاللهعليهوآله بالواقع وشكه فى صدق المخبر وكذبه حتى يتصور ترتيب آثار الواقع عليه ظاهرا كما هو الشأن فى ساير الطرق الظاهرية والاصول العقلية والشرعية فانه لا معنى لجريانها فى حق النبى صلىاللهعليهوآله والولى مع ان المعتبر فى موضوعاتها عدم العلم بالواقع الى أن قال فحسن التصديق بالمعنى المذكور بقول مطلق لا تعلق له بمسألة حجية خبر الواحد جزما فالآية لا تعلق لها بالمقام اصلا انتهى كلامه رفع مقامه.