فيه سنة منى فلا عذر لكم فى ترك شيء وما لم يكن فيه سنة منى فما قال اصحابى فقولوا به فانما مثل اصحابى فيكم كمثل النجوم بايّها اخذ اهتدى وباىّ اقاويل اصحابى اخذتم اهتديتم واختلاف اصحابى رحمة لكم قيل يا رسول الله ومن اصحابك قال اهل بيتى الخبر فان هذا الخبر صريح فى انه قد يرد من الائمة عليهمالسلام ما لا يوجد فى الكتاب والسنة.
(قوله عليهالسلام بايها اخذ اهتدى) قيل كلاهما مبنيان للمفعول فيكون قوله بايّها فى مقام النائب عن الفاعل وهو محذوف لقوله اهتدى اى اهتدى به.
(قوله واختلاف اصحابى رحمة لكم) اقول قد علمت بتصريح النبى صلىاللهعليهوآله ان المراد من الاصحاب اهل البيت عليهمالسلام وليعلم انه كيف يكون اختلافهم عليهمالسلام رحمة للامة قال الصدوق فى توجيهه ان اهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما افتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة هذا التوجيه بالعبارة المحكية فى معانى الاخبار ص ١٥٣
(ولكن) لا ينحصر وجه الاختلاف فى التوجيه المذكور فقط فحينئذ لا بأس بنقل جملة من الاخبار الدالة على ذلك فمن ذلك ما رواه فى الاحتجاج بسنده فيه عن حريز عن ابى عبد الله عليهالسلام قال قلت له انه ليس شىء اشدّ على من اختلاف اصحابنا قال ذلك من قبلى.
هذا الحديث مذكور فى العلل باب ١٣١(العلة التى من اجلها حرم الله الكبائر) ولم ينقله المجلسى فى البحار إلّا عن العلل.
ومن ذلك ايضا ما رواه فى كتاب معانى الاخبار عن الخزاز عمن حدثه عن ابى الحسن عليهالسلام قال اختلاف اصحابى لكم رحمة وقال عليهالسلام اذا كان ذلك جمعتكم على امر واحد وسئل عن اختلاف اصحابنا فقال عليهالسلام انا فعلت ذلك بكم ولو اجتمعتم على امر واحد لاخذ برقابكم.
هذا الحديث مذكور فى العلل فى الباب المتقدم ولم ينقله المجلسى فى البحار إلّا عن العلل وغير ذلك من الاخبار الدالة على وجه كون الاختلاف رحمة لكم.