(اقول) قد نقل ايضا فى بعض الروايات عن النبى صلىاللهعليهوآله انه قال اختلاف امتى رحمة(فى معانى الاخبار) عن محمد ابن ابى عمير عن عبد المؤمن الانصارى قال قلت لابى عبد الله عليهالسلام ان قوما يروون ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال اختلاف امتى رحمة فقال صدقوا قلت ان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب قال ليس حيث تذهب وذهبوا انما اراد قول الله عزوجل (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فأمرهم ان ينفروا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيتعلموا ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم انما اراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا فى دين الله انما الدين واحد.
(ويؤيده) ما رواه فى الكافى عن زرارة عن ابى جعفر عليهالسلام قال سألته عن مسئلة فاجابنى ثم جاءه رجل فسأله عنها فاجابه بخلاف ما اجابنى ثم جاء رجل آخر فاجابه بخلاف ما اجابنى واجاب صاحبى فلما خرج الرجلان قلت يا بن رسول الله رجلان من اهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فاجبت كل واحد منهما بغير ما اجبت به صاحبه فقال يا زرارة ان هذا خير لنا وابقى لنا ولكم ولو اجتمعتم على امر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان اقل لبقائنا وبقائكم قال ثم قلت لابى عبد الله عليهالسلام شيعتكم لو حملتموهم على الاسنّة او على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين قال فسكت فاعدت عليه ثلاث مرات فاجابنى بمثل جواب ابيه.
(ومنها) اى من الاخبار التى دلت على بيان حكم ما لا يوجد حكمه فى الكتاب والسنة النبوية ما ورد فى تعارض الروايتين من ردّ ما لا يوجد فى الكتاب والسنة الى الائمة عليهمالسلام مثل ما رواه فى العيون عن ابى الوليد عن سعد بن محمد بن عبد الله المسمعى عن الميثمى وفيها ما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله الى ان قال وما لم يكن فى الكتاب فاعرضوهما على سنن رسول الله صلىاللهعليهوآله الى ان قال وما لم تجدوا فى شىء من هذه فردوا الينا علمه فنحن اولى بذلك الخبر
(والحاصل) ان القرائن الدالة على ان المراد بمخالفة الكتاب ليس مجرد مخالفة عمومه واطلاقه كثيرة يظهر لمن له ادنى تتبع (ومن هنا) اى من جهة ما ذكر