العقاب بلا بيان.
ومنها : رواية جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم « الأمور ثلاثة ، أمر بيّن لك رشده فاتبعه ، وأمر بيّن لك غيّه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله » (١).
وتقريب الاستدلال بالرواية :
إنّ الرواية ظاهرة في انحصار الأشياء في هذه الأمور الثلاثة ، ولا ريب أنّ الشبهات الحكميّة ليست من الأول ولا من الثاني فيتعيّن أنّها من القسم الثالث.
ومن هنا يجب ردّها إلى الله جلّ وعلا ، والردّ إلى الله تعالى لا يكون إلاّ بالتحرّز عمّا يحتمل مخالفته لأوامر الله عزّ وجل الواقعيّة وإلاّ فلا سبيل غير ذلك للتعرّف على حكم الله تعالى بعد افتراض أنّها شبهة حكمية.
وبهذا تكون الرواية من أدلّة الاحتياط الشرعي.
__________________
(١) الوسائل باب ١٢ من أبواب صفات القاضي ح ٢٨ ، والإشكال في الرواية من جهة الحارث بن محمد بن النعمان الأحول حيث لم يرد فيه توثيق ، وقد نقل عن الوحيد البهبهاني توثيقه برواية ابن أبي عمير عنه إلاّ أنّ ذلك لم يثبت ، نعم روى ابن أبي عمير عن الحارث بواسطة الحسن بن محبوب ، ولعلّ هذا هو مقصود الوحيد رحمهالله إلاّ أنّ الإشكال على ذلك هو أنّه لا دليل على أنّ كلّ من وقعوا في طريق ابن أبي عمير إلى الإمام عليهالسلام فهم ثقات ؛ إذ أنّ كلام الشيخ الطوسي رحمهالله في العدّة لا يدلّ على أكثر من وثاقة مشايخ ابن أبي عمير المباشرين ، على أنّ الطريق الوحيد الذي يمكن الاستدلال به على رواية ابن أبي عمير عن الحارث الأحول بواسطة ابن محبوب هو طريق الشيخ رحمهالله في ترجمة ابن الأحول وهو ضعيف بأبي المفضّل الشيباني ، فلم يثبت أنّ ابن أبي عمير قد روى عن الحارث بواسطة ابن محبوب ، وبهذا تسقط الرواية عن الاعتبار.