القرآن والصوم والصلاة وتعهد الجيران والأيتام.
قال الباقر عليهالسلام لمحمد بن مسلم : «يا محمد ، لا تذهبنّ بكم المذاهب ، فواللّه ما شيعتنا منكم إلاّ من أطاع اللّه» (١).
وقال عليهالسلام لبعض شيعته : «إنا لا نغني عنكم شيئاً إلاّ بالورع ، وإن ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع والاجتهاد ، ولا تدرك إلاّ بالعمل ، وإنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من وصف عدلاً وأتى جوراً» (٢).
وقال عليهالسلام لجابر بن يزيد الجعفي : «يا جابر ، أيكتفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟ فو اللّه ما شيعتنا إلاّ من اتقى اللّه وأطاعه ، وما كانوا يعرفون ـ يا جابر ـ إلاّ بالتواضع ، والتخشع ، وكثرة ذكر اللّه ، والصوم ، والصلاة ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.
فقال جابر : يا بن رسول اللّه ، لست أعرف أحدا بهذه الصفة. فقال : يا جابر ، لا تذهبنّ بك المذاهب ، أحسب الرجل أن يقول أحبّ عليا وأتولاه! فلو قال : اني أحبّ رسول اللّه ؛ ورسول اللّه خيرٌ من عليّ ، ثم لا يعمل بعمله ولا يتبع سنته ، ما نفعه حبّه إيّاه شيئا ، فاتقّوا اللّه واعملوا لما عند اللّه ، ليس بين اللّه وبين أحد قرابة ، أحبّ العباد إلى اللّه وأكرمهم عليه ، أتقاهم له وأعملهم بطاعته ، واللّه ما يتقرّب إلى اللّه جلّ ثناؤه إلاّ بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولا على اللّه لأحد من حجّة ، من كان للّه مطيعا فهو لنا وليّ ، ومن كان للّه عاصيا
__________________
(١) حلية الأولياء ٣ : ١٨٤ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، أعلام الدين : ١٤٤.
(٢) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ١٢٧ و ٣٠١.