على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سواء انضمّ إلى باقي حروفه وآياته كما إذا كان في المصحف ، أم انفصل بأن كان في كتاب فقه أو لغة أو غيرهما ، هذا.
وعن الشهيد قدسسره التصريح بجواز مس الدراهم البيض المكتوب عليها شيء من الكتاب ، مستدلاً على ذلك بما رواه محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « سألته هل يمس الرجل الدرهم الأبيض وهو جنب؟ فقال : إي إني والله لأُوتى بالدرهم فآخذه وإنِّي لجنب » (١) وذكر أن عليه سورة من القرآن ، وبما أنّا لا نحتمل أن تكون للدراهم خصوصية في الحكم بالجواز فيمكن الاستدلال بالرواية على جواز مس كتابة القرآن في غير المصحف مطلقاً.
ويرد عليه أن الرواية ضعيفة السند ، وذلك لأن البزنطي من أصحاب الرضا والجواد عليهماالسلام ومحمد بن مسلم من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام فليسا من أهل طبقة واحدة حتى يروي البزنطي عن محمد بن مسلم من غير واسطة. ويؤيده أن البزنطي ليس في ترجمته أنه يروي عن محمد بن مسلم إذن في البين واسطة وحيث لم تذكر في السند فالرواية مرسلة لا اعتبار بها ، ولعلّه لذلك عبّر الشهيد عنها بالخبر ولم يوصف في كلام صاحب الحدائق قدسسره بالصحيحة أو الموثقة وعبّر عنها المحقق الهمداني بالرواية (٢) هذا ويمكن أن يضعف الرواية بوجه آخر وهو أن الرواية نقلها المحقق قدسسره عن كتاب جامع البزنطي (٣) ولم يثبت لنا اعتبار طريقه إلى هذا الكتاب ، هذا.
ثم إن دلالة الرواية أيضاً قابلة للمناقشة ، وذلك لأنه إنما دلّت على أن الجنب أو المحدث يجوز أن يأخذ الدرهم المكتوب عليه شيء من الكتاب ، وأما أن الجنب يجوز أن يمس تلك الآية المكتوبة عليه فلا ، إذ ليست في الرواية أية دلالة عليه فمن الجائز أن تكون الرواية ناظرة إلى دفع توهم أن الجنب لا يجوز أن يأخذ الدرهم الذي فيه
__________________
(١) الوسائل ٢ : ٢١٤ / أبواب الجنابة ب ١٨ ح ٣.
(٢) مصباح الفقيه ( الطهارة ) : ٢٣١ السطر ٢٤.
(٣) المعتبر ١ : ١٨٨.