والحاصل : أنّ محض العلم لا يكفي وإلاّ لزم إيمان المعاندين من الكفار الّذين كانوا يجحدون ما استيقنت به أنفسهم ، كما نطقت به الآيات » (١). انتهى كلامه رفع مقامه.
وربّما يستدلّ على كون الاعتقاد الّذي هو عبارة عن عقد القلب مغايرا للتّصديق العلمي وزائدا عليه ومنفكّا عنه بجملة من الرّوايات مثل قوله عليهالسلام :« فرض اللّسان القول والتّعبير عن القلب بما عقد عليه وأقرّ به » (٢) الحديث.
وما رواه الزّبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام. « وأمّا ما فرض على القلب من الإيمان والإقرار والمعرفة والعقد » (٣) الحديث وفي آخره : « وذلك ما فرض الله عزّ وجلّ على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الإيمان » (٤).
فإنّ ظاهره كون المعرفة مغايرة لعقد القلب كما هو مقتضى العطف وحمله على التّفسير والبيان كما يقتضيه ذيل الرّواية حيث اقتصر على ذكر المعرفة فقط ، خلاف الظّاهر إلى غير ذلك ممّا يستظهر منه كون الإيمان والاعتقاد غير مجرّد
__________________
(١) قوانين الاصول : ج ٢ / ١٧٨.
(٢) الكافي الشريف : ج ٢ / ٣٥ باب « في ان الايمان مبثوث لجوارح البدن كلها » ـ ح ١ ، عنه وسائل الشيعة : ج ١٥ / ١٦٤ باب « الفروض على الجوارح ووجوب القيام بها » ـ ح ١ ، وفيه :فرض الله على اللسان ... إلى آخره.
(٣) الكافي الشريف : ج ٢ / ٣٤ نفس الباب السابق ـ ح ١.
(٤) نفس المصدر السابق.