أنه على تقدير عدم ظهورها في المعنى الأخير يسقط الاستدلال بالآية الشريفة ، هذا كله.
مع أنّ مساقها مساق قوله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (١) كما جمع بينهما في رواية عبد الأعلى فظاهرهما إمّا نفي التكليف بغير المقدور ، أو التكليف بغير الميسور ، فلا تعلّق لهما بالمقام.
ومنه يظهر : عدم جواز الاستدلال للمقام بقوله تعالى في أواخر سورة البقرة : ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (٢).
(٩٤) قوله قدسسره : ( بناء على أن بعث الرسول كناية ... الى آخره ). ( ج ٢ / ٢٢ )
أقول : الآية الشريفة في سورة بني إسرائيل (٣) وقد تمسّك بها غير واحد للمقام وفاقا للفاضل التوني في « شرح الوافية ». والمراد من بعث الرّسول : بعثه ببيان التكاليف والأحكام ، وإلا فمجرّد إرسال الرّسل لا يصحّح العذاب قطعا.
ثمّ إن مجرى البراءة لما كان مختصّا بما لا بيان فيه أصلا ، وكان الحكم العقلي أيضا بيانا كالبيان النّقلي ، توقّف تقريب الدلالة على التصرّف في الآية الشريفة.
نعم ، لو قيل بعدم حجيّة حكم العقل ، وعدم التلازم بينه وبين حكم الشرع ، أو
__________________
(١) البقرة : ٢٨٦.
(٢) أيضا : ٢٨٦.
(٣) الإسراء : ١٥.