فى سورة الحج لا يقف عليه بالألف إلا من يقرأ بالنصب ومن قرأ بالخفض وقف بغير ألف مع اجماع المصاحف على كتابتها بالألف وكذا الوقف على نحو ( وَعاداً ) ( ثمودا ) لا يقف عليه بالألف إلا من نون وإن كان قد كتب بالألف فى جميع المصاحف فاعلم ذلك والله أعلم
( السادس ) كل ما كتب موصولا من كلمتين وكان آخر الأولى منهما حرفا مدغما فانه حذف اجماعا واكتفى بالحرف المدغم فيه عن المدغم سواء كان الادغام بغنة أم بغيرها كما كتبوا ( أَمَّا اشْتَمَلَتْ ) ، و ( إِمَّا تَخافَنَ ) ، و ( عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ، و ( أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ ) ، و ( مِمَّا أَمْسَكْنَ ) بميم واحدة وحذفوا كلا من الميم والنون المدغمتين. وكتبوا ( إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ). و ( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ) ، و ( أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَ ) ، و ( أَلَّنْ نَجْمَعَ ). بلام واحدة من غير نون فقصد بذلك تحقيق الاتصال بالادغام ولذلك كان الاختيار فى مذهب من روى الغنة عند اللام والراء حذفها مما كتب متصلا عملا بحقيقة اتباع الرسم كما تقدم فى بابه والله أعلم.
( السابع ) لا بأس بالتنبيه على ما كتب موصولا لتعرف أصول الكلمات وتفكيك بعضها من بعض فقد يقع اشتباه بسبب الاتصال على بعض الفضلاء فكيف بغيرهم؟ فهذا إمام العربية أبو عبد الله بن مالك رحمهالله جعل إلا فى قوله تعالى : ( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ ) من أقسام إلا الاستثنائية فجعلها كلمة واحدة ، ذكر ذلك فى شرح التسهيل وذهل عن كونهما كلمتين : إن الشرطية ، ولا النافية. والأخفش إمام النحو أعرب : و ( لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) أن اللام لام الابتداء والذين مبتدأ وأولئك الخبر ؛ ورأيت أبا البقاء فى إعرابه ذكره أيضا ولا شك أنه إعراب مستقيم لو لا رسم المصاحف فإنها كتبت ولا فهى لا النافية دخلت على ( الَّذِينَ ) و ( الَّذِينَ ) فى موضع جر عطف على ( الَّذِينَ ) فى قوله و ( لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ ) وأعرب ابن الطراوة ( أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ ) فزعم أن « أيا » مقطوعة عن الاضافة فلذلك بنيت وأن « هم اشد » مبتدأ وخبر وهذا