غير صحيح لرسم الضمير متصلا بأى ولإجماع النحاة على ان ايا إذا لم تضف كانت معربة وأعرب بعض النحاة : ( إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ) على أن : ها من ( هذانِ ) ضمير القصة والتقدير حينئذ ( انهاذان لساحران ) ذكره أبو حيان ولو لا رسم المصاحف لكان جائزا وأعرب بعضهم و ( مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) ما مصدرية وهم ضمير مرفوع منفصل مبتدأ وينفقون الخبر اى ( ومن رزقناهم ينفقون ) ولو لا رسم المصاحف محذوفة الألف متصلة نونها بالضمير لصح ذلك والله أعلم.
( الثامن ) قد يقع فى الرسم ما يحتمل أن يكون كلمة وأن يكون كلمتين ويختلف فيه أهل العربية نحو ( ما ذا ) يأتى فى العربية على ستة أوجه ( الأول ) ما استفهام وذا إشارة ( والثانى ) ما استفهام وذا موصولة ( الثالث ) أن يكون كلاهما استفهام على التركيب ( الرابع ) ما ذا كله اسم جنس بمعنى شىء. ( الخامس ) ما زائدة وذا إشارة ( السادس ) ما استفهام وذا زائدة. وتظهر فائدة ذلك فى مواضع منها قوله تعالى و ( يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ؟ قُلِ الْعَفْوَ ). فمن قرأ العفو بالرفع وهو أبو عمرو يترجح أن يكون ما ذا كلمتين. ما استفهامية وذا بمعنى الذى : أى الذى ينفقون العفو فيجوز له الوقف على ما وعلى ذا وعلى قراءة الباقين يترجح أن يكون مركبة كلمة واحدة أى ينفقون العفو فلا يقف إلا على ذا ، وقوله فى سورة النحل ( ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) فهى كقراءة أبى عمرو ( الْعَفْوَ ) أى ما الذى أنزل؟ قالوا الذى انزل أساطير الأولين فتكون كلمتين يجوز الوقف على كل منهما لكل من القراء وقوله و ( قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا خَيْراً ) هى كقراءة غير أبى عمرو ( الْعَفْوَ ) بالنصب فيترجح أن تكون كلمة واحدة فيوقف على « ذا » دون « ما » وأما قوله تعالى : و ( أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا ) فذكر فيها قولين أحدهما أن « ما » استفهام موضعها رفع بالابتداء و « ذا » بمعنى الذى وأراد صلته والعائد محذوف