صواب ولا عبرة بقول الزمخشرى وغيره ممن ضعفها أو لحنها فإنها قراءة صحيحة اجتمعت فيها الأركان الثلاثة وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب وسليمان ابن مهران الأعمش وحمران بن أعين وجماعة من التابعين وقياسها فى النحو صحيح وذلك أن الياء الأولى وهى ياء الجمع جرت مجرى الصحيح لأجل الإدغام فدخلت ساكنة عليها ياء الإضافة وحركت بالكسر على الاصل فى اجتماع الساكنين وهذه اللغة باقية شائعة ذائعة فى أفواه أكثر الناس إلى اليوم يقولون ما فىّ أفعل كذا ويطلقونها فى كل ياءات الإضافة المدغم فيها فيقولون ما علىّ منك ولا أمرك إلىّ وبعضهم يبالغ فى كسرتها حتى تصير ياء وتقدم ( أُكُلَها ) فى البقرة عند ( هُزُواً ) و ( خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ ) أيضا وتقدم إمالة ( قَرارٍ ) و ( الْبَوارِ ) ، و ( الْقَهَّارِ ) فى بابها « واختلفوا » فى ( لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ) هنا ، وفى الحج ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) وفى لقمان ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) وفى الزمر ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء فى الأربعة ( واختلف ) عن رويس فروى التمار من كل طرقه إلا طريق أبى الطيب كذلك هنا والحج والزمر ومن طريق أبى الطيب بعكس ذلك بفتح الياء فى لقمان ويضم فى الباقى وقرأ الباقون بالضم فيها وتقدم اختلافهم فى ( لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ) عند ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) أوائل البقرة وتقدم إمالة ( عَصانِي ) للكسائى فى بابها ( واختلف ) عن هشام فى ( أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ ) فروى الحلوانى عنه من جميع طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة وهى رواية العباس بن الوليد البيروتى عن أصحابه عن ابن عامر ، قال الحلوانى عن هشام هو من الوفود فان كان قد سمع فعلى غير قياس وإلا فهو على لغة المشبعين من العرب الذين يقولون الدراهيم والصياريف وليست ضرورة بل لغة مستعملة وقد ذكر الإمام أبو عبد الله بن مالك فى شواهد التوضيح أن الاشباع من الحركات الثلاث لغة معروفة وجعل من ذلك قولهم بينا زيد قائم جاء عمرو أى بين أوقات قيام زيد ، فأشبعت فتحة النون فتولدت الألف وحكى