الهاء فى الوقف بمثابة الألف إذا عدمت الألف نحو ( مَكَّةَ ) وفطرة انتهى. والوجهان جيدان صحيحان. وذهب جماعة من العراقيين إلى إجراء الهمزة والهاء مجرى الأحرف العشرة التى هى فى القسم الثانى فلم يميلوا عندهما من حيث إنهما من أحرف الحلق أيضا فكان لهما حكم أخواتهما وهذا مذهب أبى الحسن بن فارس وأبى طاهر بن سوار وأبى العز القلانسى وأبى الفتح ابن شيطا وأبى القاسم بن الفحام وأبى العلاء الهمدانى وغيرهم الا أن الهمدانى منهم قطع بإمالة الهاء إذا كانت بعد كسرة متصلة نحو : فاكهة. وبالفتح إذا فصل بينهما ساكن نحو ( وَجْهَهُ ) وهذا ظاهر عبارة صاحب العنوان من المصريين ولبعض أهل الأداء من المصريين والمغاربة اختلاف فى أحرف القسم الثالث فى الأربعة فظاهر عبارة التبصرة إطلاق الإمالة عندها وحكاه أيضا فى الكافى وحكى مكى عن شيخه أبى الطيب الإمالة إذا وقع قبل الهمزة ساكن كسر ما قبله أو لم يكسر وكذا عند ابن بليمة وأطلق الإمالة عند الكاف بغير شرط واعتبر ما قبل الثلاثة الأخر وكذا مذهب صاحب العنوان فى الهمزة يميلها إذا كان قبلها ساكن واستثنى من الساكن الألف نحو ( بَراءَةٌ ) وما ذكرناه أولا هو المختار وعليه العمل وبه الأخذ والله أعلم. وذهب آخرون إلى إطلاق الإمالة عند جميع الحروف ولم يستثنوا شيئا سوى الألف كما تقدم وأجروا حروف الحلق والاستعلاء والحنك مجرى باقى الحروف ولم يفرقوا بينها ولا اشترطوا فيها شرطا وهذا مذهب أبى بكر ابن الأنبارى وابن شنبوذ وابن مقسم وأبى مزاحم الخاقانى وأبى الفتح فارس ابن أحمد وشيخه أبى الحسن عبد الباقى الخراسانى وبه قرأ الدانى على أبى الفتح المذكور وبه قال السيرافى وثعلب والفراء. وذهب جماعة من أهل الأداء إلى الإمالة عن حمزة من روايتيه ورووا ذلك عنه كما رووه عن الكسائى وروى ذلك عنه أبو القاسم الهذلى فى الكامل ولم يحك عنه فيه خلافا بل جعله والكسائى سواء ورواه أيضا أبو العز القلانسى والحافظ أبو العلاء وأبو طاهر بن سوار وغيرهم