يطلع على مذاهب القوم فى اختلافهم فى ترقيق الراآت وتخصيصهم الراء المفتوحة بالترقيق دون المضمومة وأن من مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين ( ذَكَرَ ) ، و ( بِكْرٌ ) ، و ( سِحْرٌ ) ، و ( شاكِرٌ ) ، و ( قادِرٌ ) ، و ( مُسْتَمِرٌّ ) ، ( وَيَغْفِرْ ) ، ( وَيَقْدِرُ ) كما سيأتى بيانه والله أعلم. ثم اختلف هؤلاء الذين ذهبوا إلى التفصيل فيما عدا ما فصل بالساكن الصحيح فذهب بعضهم إلى ترقيقه فى الحالين سواء كان بعد ياء ساكنة نحو ( خَبِيراً ) ، و ( بَصِيراً ) ، و ( خَيْراً ) وسائر أوزانه أو بعد كسرة مجاورة نحو ( شاكِراً ) و ( خَضِراً ) وسائر الباب. وهذا مذهب أبى عمرو الدانى وشيخيه أبى الفتح وابن خاقان وبه قرأ عليهما وهو أيضا مذهب أبى على بن بليمة وأبى القاسم بن الفحام وأبى القاسم الشاطبى وغيرهم وهو أحد الوجهين فى الكافى والتبصرة ، وذهب الآخرون إلى تفخيم ذلك وصلا من أجل التنوين والوقف عليه بالترقيق كابن سفيان والمهدوى. وهو الوجه الثانى فى الكافى وذكره فى التجريد عن شيخه عبد الباقى عن قراءته على أبيه فى أحد الوجهين فى الوقف وانفرد صاحب التبصرة فى الوجه الثانى بترقيق ما كان وزنه فعيلا فى الوقف وتفخيمه فى الوصل وذكر أنه مذهب شيخه أبى الطيب. وأما الألفاظ المخصوصة فهى ثلاثة عشر :أولها ( إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ) فى الفجر. ذهب إلى ترقيقها من أجل الكسرة قبلها أبو الحسن بن غلبون وأبو الطاهر صاحب العنوان وعبد الجبار صاحب المجتبى ومكى. وبه قرأ الدانى على شيخه ابن غلبون وذهب الباقون إلى تفخيمها من أجل العجمة وهو الذى فى التيسير والكافى والهداية والهادى والتجريد والتلخيصين والشاطبية. والوجهان صحيحان من أجل الخلاف فى عجمتها. وقد ذكرهما الدانى فى جامع البيان. ثانيها ( سِراعاً ) ، و ( ذِراعاً ) ، و ( ذِراعَيْهِ ) ففخمها من أجل العين صاحب العنوان وشيخه وطاهر بن غلبون وابن شريح وأبو معشر الطبرى. وبه قرأ الدانى على أبى الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة وهو الذى فى التيسير والتبصرة والهداية والهادى والتجريد والشاطبية. وبه