وَلكِنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ ، وَلَايَنْبَغِي لِسَائِقِ الْهَدْيِ أَنْ يُحِلَّ حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ».
قَالَ : « فَقَالَ لَهُ (١) رَجُلٌ (٢) مِنَ الْقَوْمِ : لَنَخْرُجَنَّ حُجَّاجاً وَرُؤُوسُنَا (٣) وَشُعُورُنَا (٤) تَقْطُرُ (٥).
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَمَا إِنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِهذَا أَبَداً (٦).
فَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (٧) الْكِنَانِيُّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عُلِّمْنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْيَوْمَ ، فَهذَا الَّذِي أَمَرْتَنَا بِهِ لِعَامِنَا (٨) هذَا ، أَمْ (٩) لِمَا يَسْتَقْبِلُ؟
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : بَلْ هُوَ لِلْأَبَدِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ ، وَقَالَ : دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ (١٠) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
قَالَ : « وَقَدِمَ عَلِيٌّ عليهالسلام مِنَ الْيَمَنِ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ ، فَدَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ ـ عليهاالسلام ـ وَهِيَ قَدْ أَحَلَّتْ ، فَوَجَدَ رِيحاً طَيِّباً (١١) ، وَوَجَدَ عَلَيْهَا ثِيَاباً مَصْبُوغَةً ، فَقَالَ : مَا هذَا (١٢) يَا فَاطِمَةُ؟ فَقَالَتْ : أَمَرَنَا بِهذَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ عليهالسلام
__________________
دعاهم إليه ، وأنّه لولا الهدي لفعله ».
وقال العلاّمة الفيض : « يعني لو جاءني جبرئيل بحجّ التمتّع وإدخال العمرة في الحجّ قبل سياقي الهدي كما جاءني بعد ما سقت الهدي ، لصنعت مثل ما أمرتكم ؛ يعني لتمتّعت بالعمرة إلى الحجّ وما سقت الهدي ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠ ( قبل ).
(١) في « ظ » : ـ « له ».
(٢) في الوافي : « الرجل هو عمر ، كما ورد في أخبار اخر مصرّحاً ». ونحوه في المرآة مع مزيد بيان.
(٣) في الوافي : ـ « ورؤوسنا ».
(٤) في الوافي عن بعض النسخ : ـ « وشعورنا ».
(٥) « شعورنا تقطر » أي من ماء غسل الجنابة ، كناية عن غسل الجنابة ومقاربة النساء. وفي المرآة : « قال ذلك تقبيحاً وتشنيعاً على ما أمر الله ورسوله به ».
(٦) في الوافي : « هذا من جملة إخباره صلىاللهعليهوآلهوسلم بالغيب ؛ فإنّه ما آمن بالمتعة حتّى مات ، بل قال على المنبر : متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا احرّمهما واعاقب عليهما : متعة النساء ، ومتعة الحجّ ».
(٧) في « بث ، جن » : « جشعم ». وهو سهو. راجع : الاستيعاب ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، الرقم ٩٢١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، الرقم ١٩٥٥.
(٨) في البحار : « ألعامنا ».
(٩) في « ظ ، بف ، جد » والوافي : « أو ».
(١٠) في الوافي : + « هكذا ».
(١١) هكذا في جميع النسخ والبحار. وفي المطبوع : « طيّبة ».
(١٢) في « ظ » : « هذه ».