بِالْحَجِّ ، لَايَنْوُونَ (١) عُمْرَةً ، وَلَايَدْرُونَ مَا الْمُتْعَةُ ، حَتّى إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مَكَّةَ ، طَافَ بِالْبَيْتِ وَطَافَ النَّاسُ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْمَقَامِ ، وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَبْدَأُ (٢) بِمَا بَدَأَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، فَأَتَى الصَّفَا ، فَبَدَأَ (٣) بِهَا ، ثُمَّ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعاً.
فَلَمَّا قَضى طَوَافَهُ عِنْدَ الْمَرْوَةِ ، قَامَ خَطِيباً ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُحِلُّوا وَيَجْعَلُوهَا عُمْرَةً ، وَهُوَ شَيْءٌ أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، فَأَحَلَّ النَّاسُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ ، لَفَعَلْتُ كَمَا أَمَرْتُكُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ الَّذِي كَانَ (٤) مَعَهُ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) (٥)
فَقَالَ (٦) سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (٧) الْكِنَانِيُّ (٨) : يَا رَسُولَ اللهِ ، عُلِّمْنَا (٩) كَأَنَّا خُلِقْنَا الْيَوْمَ : أَرَأَيْتَ هذَا الَّذِي أَمَرْتَنَا بِهِ لِعَامِنَا (١٠) هذَا ، أَوْ لِكُلِّ (١١) عَامٍ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَا (١٢) ، بَلْ لِلْأَبَدِ (١٣) الْأَبَدِ (١٤)
__________________
وستّين لنفسه والبقيّة لأمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لعلمه بأنّه عليهالسلام يحرم كإحرامه ويهلّ كإهلاله ، أو يحمل السياق المذكور في الخبر السابق على السياق من مكّة إلى عرفات ومنى ».
(١) في تفسير العيّاشي والعلل : « لا يريدون ».
(٢) في « بح » والبحار والعلل : « ابدأوا ».
(٣) في « ى » : « وبدأ ».
(٤) في « ظ ، جن » والوسائل والعلل : ـ « كان ».
(٥) البقرة (٢) : ١٩٦.
(٦) في « بث ، بخ ، بف ، جد » والوافي والوسائل والعلل : « فقام ».
(٧) في « ى ، بث » والعلل : « جشعم ». وفي « بس » : « جعثم ». وما في المتن هو الصواب. راجع : الاستيعاب ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، الرقم ٩٢١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، الرقم ١٩٥٥.
(٨) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد » والوافي والعلل : + « فقال ».
(٩) في تفسير العيّاشي والعلل : + « ديننا ».
(١٠) في « ى ، بث ، بخ ، بف » : « ألعامنا ».
(١١) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والعلل : « أم لكلّ ». وفي « بس » : « ولكلّ ».
(١٢) في « بف » : ـ « لا ».
(١٣) في « بث » : « لأبد ».
(١٤) في « جد » والوافي والوسائل والعلل : ـ « الأبد ».