قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكافي [ ج ٨ ]

54/703
*

الصَّفَا ، فَنَزَلَا ، وَقَامَ جَبْرَئِيلُ بَيْنَهُمَا (١) ، وَاسْتَقْبَلَ (٢) الْبَيْتَ ، فَكَبَّرَ اللهَ وَكَبَّرَا (٣) ، وَهَلَّلَ اللهَ وَهَلَّلَا ، وَحَمَّدَ اللهَ وَحَمَّدَا ، وَمَجَّدَ اللهَ وَمَجَّدَا ، وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَفَعَلَا (٤) مِثْلَ ذلِكَ ، وَتَقَدَّمَ جَبْرَئِيلُ ، وَتَقَدَّمَا يُثْنِيَانِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيُمَجِّدَانِهِ حَتّى انْتَهى بِهِمَا إِلى مَوْضِعِ الْحَجَرِ ، فَاسْتَلَمَ جَبْرَئِيلُ (٥) ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَسْتَلِمَا ، وَطَافَ (٦) بِهِمَا أُسْبُوعاً.

ثُمَّ قَامَ بِهِمَا فِي مَوْضِعِ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيَا (٧) ، ثُمَّ أَرَاهُمَا الْمَنَاسِكَ وَمَا يَعْمَلَانِ بِهِ ، فَلَمَّا قَضَيَا مَنَاسِكَهُمَا ، أَمَرَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام بِالانْصِرَافِ ، وَأَقَامَ إِسْمَاعِيلُ وَحْدَهُ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرُ أُمِّهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ ، أَذِنَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام فِي الْحَجِّ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَحُجُّ إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ رَدْماً (٨) إِلاَّ أَنَّ قَوَاعِدَهُ مَعْرُوفَةٌ ، فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ (٩) ، جَمَعَ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ ، وَطَرَحَهَا فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ.

فَلَمَّا أَذِنَ اللهُ لَهُ (١٠) فِي الْبِنَاءِ ، قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، قَدْ أَمَرَنَا اللهُ بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَكَشَفَا (١١) عَنْهَا ، فَإِذَا هُوَ حَجَرٌ وَاحِدٌ أَحْمَرُ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : ضَعْ‌

__________________

(١) في « بث » : « فيهما ».

(٢) في الوافي : « فاستقبلا ».

(٣) في « ى » : « فكبّرا ».

(٤) في الوافي : « ففعلا ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : + « [ الحجر ] ». وفي الوافي : « فاستلم جبرئيل ؛ يعني موضع الحجر ؛ لما يأتي أنّ الحجر كان على أبي قبيس في ذلك الوقت ».

(٦) في « ى » : « فطاف ».

(٧) في الوافي : « فصلّيا ».

(٨) الرَّدْم : ما يسقط من الجدار المتهدّم ، وكلّ ما لُفِقَ بعضه ببعض فقد رُدِم. وقال الطريحي : « كان ردماً ، أي كان لاحيطان له ، كأنّه من تردّم الثوب ، أي أخلق واسترقع فكأنّه متردّم ». راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٣٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٦٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٧٢ ( ردم ).

(٩) « صدر الناس » أي انصرفوا ورجعوا ؛ من الصَّدَر ، وهو رجوع المسافر من مقصده. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٣٥ ( صدر ).

(١٠) في « جن » : « إليه ».

(١١) في « بث ، بف » والوافي : « فكشفا ». وفي حاشية « بث ، بح » : « وكشفنا ».