بِنَاءَهَا عَلَيْهِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ (١) أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ يَجْمَعُونَ إِلَيْهِ الْحِجَارَةَ (٢) ، فَكَانَ (٣) إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليهماالسلام يَضَعَانِ الْحِجَارَةَ ، وَالْمَلَائِكَةُ تُنَاوِلُهُمَا حَتّى تَمَّتِ اثْنَي عَشَرَ ذِرَاعاً ، وَهَيَّئَا لَهُ بَابَيْنِ : بَاباً يُدْخَلُ مِنْهُ ، وَبَاباً يُخْرَجُ مِنْهُ ، وَوَضَعَا عَلَيْهِ عَتَباً (٤) وَشَرَجاً (٥) مِنْ حَدِيدٍ عَلى أَبْوَابِهِ ، وَكَانَتِ (٦) الْكَعْبَةُ عُرْيَانَةً ، فَصَدَرَ إِبْرَاهِيمُ وَقَدْ سَوَّى الْبَيْتَ ، وَأَقَامَ إِسْمَاعِيلُ.
فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ حِمْيَرٍ أَعْجَبَهُ (٧) جَمَالُهَا ، فَسَأَلَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِيَّاهُ ، وَكَانَ لَهَا بَعْلٌ ، فَقَضَى اللهُ عَلى بَعْلِهَا الْمَوْتِ (٨) ، وَأَقَامَتْ بِمَكَّةَ حُزْناً عَلى بَعْلِهَا ، فَأَسْلَى اللهُ ذلِكَ عَنْهَا (٩) ، وَزَوَّجَهَا إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدِمَ إِبْرَاهِيمُ الْحَجَّ (١٠) ، وَكَانَتِ امْرَأَةً مُوَفَّقَةً (١١) ، وَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ إِلَى الطَّائِفِ يَمْتَارُ لِأَهْلِهِ طَعَاماً (١٢) ، فَنَظَرَتْ
__________________
(١) في « ظ ، بس ، جد » : + « عليه ».
(٢) في « جن » : « يجمعون الحجارة له ».
(٣) في « بح » وحاشية « بث » : « وكان ».
(٤) العَتَبُ : جمع العَتَبة ، وهي اسْكُفَّة الباب السفلى ، وهي الخشبة التي توطأ. وقيل : العتبة العليا ، والخشبة التيفوق الأعلى : الحاجب ، والاسكفّة : السفلى. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٧٦ ( عتب ).
(٥) في « ظ » : « وسرحاً ». وفي « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » : « وسرجاً ». والشَّرَجُ : عُرَى المصحف ، والعيبة والخباء ، ونحوها ممّا يُشْرَج ويدخل بعضه ببعض. وقال العلاّمة الفيض : « وكأنّه اريد به الحلقة ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٠١ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ( شرج ).
(٦) في « بخ » والوافي : « فكانت ».
(٧) في « بخ » : « عجبه ». وفي « جن » : « أعجبته ».
(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « بالموت ».
(٩) قال الجوهري : « سلاّني فلان عن همّي تسلية وأسلاني ، أي كشفه عنّي ». وقال ابن منظور : « سلاه وسلا عنهوسليه ... : نسيه. وأسلاه عنه وسلاّه فتسلّى ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨١ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٤ ( سلا ).
(١٠) في « بخ ، بس ، بف » : « للحجّ ».
(١١) في المرآة : « قوله عليهالسلام : موفّقة ، في بعض النسخ بتقديم القاف على بناء الإفعال المجهول ، من أوقفه على الأمر : أطلعه عليه ، أي كانت ملهمة للخير. وفي بعضها بتقديم الفاء ، وهو أظهر ».
(١٢) « يمتار لأهله طعاماً » أي يجلب لهم ؛ من المِيرة ، وهو جلب الطعام. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٢١ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٨٨ ( مير ).