أَيُجْزِئُهُ (١) ذلِكَ الطَّوَافُ عَنْ نَفْسِهِ طَوَافُهُ بِهَا؟
فَقَالَ (٢) : « إِيهاً اللهِ إِذاً (٣) ». (٤)
__________________
(١) في « بف » : « أيجزئ ».
(٢) في « بخ ، بف » : « قال ».
(٣) في الوافي : « هذه الكلمة وجدت في الكافي والفقيه بهذه الصورة ، ولعلّ الصواب في كتابتها : إيها الله ذا ، والمراد : نعم والله يجزئه هذا ؛ قال في الصحاح : ها للتنبيه ، وقد يقسم بها ، كما يقال : لاها الله ما فعلت ، معناه : لا والله ، ابدلت الهاء من من الواو ، وإن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء ، وإن شئت أثبتّ. وقولهم : لاها الله ذا ، أصله : لا والله هذا ، ففرّقت بين « ها » و « ذا » وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه ، والتقدير : لا والله ما فعلت هذا ، فحذف واختصر ؛ لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم ، وقدّم « ها » كما قدّم في قولهم : ها هو ذا ، وها أنا ذا. وقال الرضيّ : ويفصل بين اسم الإشارة وبين « ها » بالقسم ، نحو : ها الله ذا ، قال : ويجب جرّ لفظة الله ، لنيابة « ها » عن الجارّ.
وقال في القاموس : ها للتنبيه ، ويدخل على اسم الله في القسم عند حذف الحرف ، يقال : ها الله ، بقطع الهمزة ووصلها ، وكلاهما مع إثبات ألف « ها » وحذفها. قيل : ويحتمل أن يكون « إيهاً » كلمة واحدة ، قال في الغريبين : إيهاً تصديق وارتضاء ، كأنّه قال : صدقت. أقول : ويشكل حينئذٍ تصحيح ما بعدها ، والظاهر أنّ وصلها تصحيف ، وكذلك « إذاً » في مكان « ذا ». وربّما يوجد في بعض النسخ : إذن بالنون ، ويمكن تصحيحها بأنّ « إذن » هو « إذ » الظرفيّة ، والتنوين فيه عوض عن المضاف إليه ، فيصير المعنى هكذا : نعم والله يجزئه إذ كان كذا ، وبهذا يصحّح « إذاً » أيضاً ، والأخبار الآتية كلّها تعطي الإجزاء ».
وقال الشيخ الحسن في منتقى الجمان ، ج ٣ ، ص ٣٠٤ : « اتّفق في النسخ التي رأيتها للكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه إثبات الجواب هكذا : إيهاً الله إذاً. وفي بعضها : إذن ، وهو موجب لالتباس المعنى واحتمال صورة لفظ « إيهاً » لغير المعنى المقصود المستفاد من رواية الحديث بطريقي الشيخ ، ولولاها لم يكد يفهم الغرض بعد وقوع هذا التصحيف » ثمّ نقل ما نقله العلاّمة الفيض عن الجوهري ، وقال : « ومن هذا الكلام يتّضح معنى الحديث بجعل كلمة « إى » فيه مكسورة الهمزة بمعنى نعم ، واقعة مكان قولهم في الكلام الذي حكاه الجوهري : « لا » ، وبقيّة الكلمات متناسبة فيكون معناها متّحداً ، وإنّما الاختلاف بإرادة النفي في ذلك الكلام والإيجاب في الحديث ، فالتقدير فيه على موازنة ما ذكره الجوهري : نعم والله يجزئه هذا ، ويظهر حينئذٍ كون الغرض في الروايتين واحداً. وأمّا على الصورة المصحّفة فالمعنى في « إيهاً » على الضدّ من المقصود ؛ فقد قال الجوهري : إذا كففت الرجل قلت : إيهاً عنّا ، بالكسر ، وإذا أردت التبعيد قلت : أيهاً ، بفتح الهمزة بمعنى هيهات. وباقي الكلمات لا يتحصّل لها معنى إلاّبالتكلّف التامّ مع المنافاة للغرض ».
وقال العلاّمة الملجسي في المرآة بعد نقل كلامه : « وأقول : العجب منه رحمهالله كيف حكم بغلط النسخ مع اتّفاقها من غير ضرورة وقرأ : إيها الله ذا ، مع أنّه قال في الغريبين : إيهاً تصديق وارتضاء؟! وقال في النهاية :