يزيد صديق القرد ملّ جوارنا |
|
فحنّ إلى أرض القرود يزيد |
فتبّاً لِمَ أمسى علينا خليفةً |
|
صحابته الأدنون منه قرود (١) |
والظاهرة البارزة مِن صفات يزيد إدمانه على الخمر ، وقد أسرف في ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ ، فلمْ يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمِلٌ لا يعي مِن السكر.
ومِنْ شعره في الخمر :
أقولُ لصحبٍ ضمّتِ الكاسُ شملَهم |
|
وداعي صباباتِ الهوى يترنمُ |
خذُوا بنصيبٍ مِنْ نعيمٍ ولذّةٍ |
|
فكلٌّ وإنْ طالَ المدى يتصرّمُ (٢) |
وجلس يوماً على الشراب وعن يمينه ابن زياد بعد قتل الحُسين ، فقال :
اسقني شربةً تروّيَ شاشي |
|
ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ |
صاحبَ السرّ والأمانةِ عندي |
|
ولتسديدِ مغنمي وجهادي (٣) |
وفي عهده طرّاً تحوّل كبير على شكل المجتمع الإسلامي ؛ فقد ضعف ارتباط المجتمع بالدين ، وانغمس الكثيرون مِن المسلمين في الدعارة والمجون ، ولمْ يكن ذلك التغيير إقليميّاً ، وإنّما شمل جميع الأقاليم الإسلامية ، فقد سادت فيها الشهوات والمتعة والشراب ، وقد تغيّرت الاتجاهات الفكرية التي ينشدها الإسلام عند أغلب المسلمين.
وقد اندفع الأحرار مِنْ شعراء المسلمين في أغلب عصورهم إلى هجاء
__________________
(١) انساب الاشراف ٢ / ٢.
(٢) تاريخ المظفري.
(٣) مروج الذهب ٢ / ٧٤.