وهو اسم رجل (١) [قبر] وصدر البيت : * وقبر حرب بمكان قفر (٢) * أي خال عن الماء والكلأ ، ذكر في عجائب المخلوقات أنّ من الجنّ نوعا يقال له الهاتف فصاح واحد منهم على حرب بن أميّة فمات ، فقال ذلك الجنّي هذا البيت.
______________________________________________________
على قسمين : منه ما هو متناه في الثّقل ، ومنه ما هو دون ذلك وسيأتي ذكرهما في كلام الشّارح فانتظر.
(١) أي حرب اسم رجل وقد مات في مكان خال عن الماء والكلأ بصيحة الجنّ.
(٢) إنّ المقصود من ظاهر البيت هو التّأسّف والتّحسّر على كون قبره كذلك.
وملخّص الكلام في البيت المذكور من حيث المعنى والإعراب أنّ «حرب» بالحاء والرّاء المهملتين والموحّدة كفلس اسم رجل ، «قفر» بالقاف والفاء والرّاء المهملة كفلس ، الأرض الخاليّة من الماء والكلأ ، «قرب» ضدّ البعد ، والمعنى واضح.
الإعراب : «قبر حرب» مضاف ومضاف إليه مبتدأ ، «بمكان» جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر ل «قبر حرب» ، «قفر» قيل : هو نعت مقطوع ، فيكون خبرا لمبتدأ محذوف ، أي هو قفر.
لكن يرد عليه أنّ مورد صحّة قطع النّعت إنّما هو إذا كان المنعوت معيّنا من دونه ، ولم يكن محتاجا إليه في الوضوح والبيان ، وليس المقام كذلك ، فإنّ المكان من دون قفر مجمل من حيث كونه ذا كلأ وماء أو قفرا.
وقد أجاب بعضهم ـ عن الإيراد المذكور ـ بأنّ المقام وإن لم يكن بطبعه من موارد صحّة قطع النّعت ، إلّا أنّ الضّرورة اقتضت ذلك حيث إنّه لو لم يقطع من النّعتيّة لما يحصل التّواطؤ والتّوافق بين الشّطرين من حيث العجز ، ويمكن أن يقال : أنّ «قفر» خبر «قبر» ، وقوله : «بمكان» بمعنى مع مكان ، وحاصل المعنى حينئذ أنّ القبر مع مكانه ومحلّه قفر.
«و» عاطفة أو حاليّة ، «ليس» من الأفعال النّاقصة ، «قرب» بمعنى مقارب خبر مقدّم ل «ليس» ومضاف إلى «قبر» إضافة لفظيّة ، لأنّ إضافة المصدر معنويّة فيما إذا كان باقيا على معناه الحقيقي ، وقد جعلنا بمعنى مقارب ، فلا يرد أنّ جعل «قرب» المضاف إلى المضاف إلى العلم خبرا ل «ليس» ، غير جائز لكونه مستلزما لكون الخبر معرفة ، والاسم وهو «قبر» نكرة ، وذلك لم يرد في كلام العرب أصلا ، ولك أن تجعل القرب ظرفا لخبر «ليس» أي