[وكقوله :
كريم متى أمدحه أمدحه والورى |
|
معي وإذا ما لمته لمته وحدي (١)] |
______________________________________________________
ليس ثابتا قرب قبر حرب قبر.
الشّاهد في قوله : «وليس قرب قبر حرب» حيث يكون مشتملا على تنافر الكلمات أوجب ثقله على اللّسان غاية الثّقل ، فمن ذلك يكون غير فصيح. فالتّنافر في هذا البيت من القسم الأوّل أي ما هو متناه في الثّقل.
(١) أي لا يشاركني أحد في ملامته معي ، ويشارك الخلق جميعا في مدحه معي ، وهذا البيت من قصيدة يعتذر أبو تمّام فيها إلى ممدوحه وهو أبو المغيث موسى بن إبراهيم الرافيعي ، إذ قد اتّهمه جماعة بأنّه قد هجاه فعاتبه بذلك ، فقال أبو تمّام القصيدة معتذرا متبرّئا ممّا نسب إليه ، «كريم» صفة مشبّهة من الكرم ، وهو ضدّ اللّوم «أمدحه» متكلّم من المدح وهو ضدّ الذّمّ «الورى» بمعنى الخلق «لمته» متكلّم من اللّوم بمعنى العذل.
الإعراب : «كريم» خبر لمبتدأ محذوف ، أي هو كريم «متى» اسم متضمّن لمعنى الشّرط منصوب على الظّرفيّة ب «أمدحه» ، «أمدحه» فعل وفاعل ومفعول ، والجملة فعل شرط ل «متى» ، و «أمدحه» الثّاني فعل وفاعل ومفعول جزاء شرط ل «متى» ، والواو في قوله : «والورى معي» للحال «والورى» مبتدأ وخبره «معي» والجملة حال عن فاعل «أمدحه» ، وإنّما جعل الواو للحال مع أنّ الأصل فيه العطف لأمور :
الأوّل : أنّ كونه للحال متبادر إلى الفهم في المقام.
الثّاني : أنّ وقوعه في مقابل «وحدي» وهو حال يقتضي كونه أيضا حالا.
الثّالث : خلوص كونه للحال من لزوم اتّحاد الشّرط والجزاء ، ولزوم توقّف مدح الورى على مدحه ، وفيه قصور في مقام المدح ، بخلاف ما إذا جعل الواو للعطف ، فإنّه يلزم حينئذ الاتّحاد والتّوقّف إن التزمنا بعطف الجملة على الجملة والتّوقّف فقط إن جعلناه من قبيل عطف المفرد على المفرد ، والتّفصيل في كتاب (المفصّل في شرح المطوّل) للمرحوم الشّيخ موسى البامياني. «و» حرف عطف و «إذا» متضمّن لمعنى الشّرط منصوب على الظّرفيّة ل «لمته» ، «ما» زائدة «لمته» فعل وفاعل ومفعول ، والجملة فعل الشّرط ل «إذا» و «لمته» الثّاني فعل وفاعل ومفعول «وحدي» حال من فاعل «لمته» ، والجملة جزاء ل «إذا».