تقديم (١) أو تأخير أو حذف أو إضمار (٢) أو غير ذلك (٣) ممّا يوجب صعوبة فهم المراد (٤) [كقول الفرزدق في] مدح [خال هشام] بن عبد الملك (٥) ، وهو (٦) إبراهيم بن هشام بن إسماعيل (٧) المخزومي (٨) :
وما مثله في النّاس إلّا مملّكا |
|
أبو أمّه حيّ (٩) أبوه يقاربه (١٠) |
______________________________________________________
(١) المراد من التّأخير والتّقديم هو تقديم اللّفظ عن محلّه الأصلي أو تأخيره عنه وبينهما وإن كان تلازم ، ولذا قد يكتفى بذكر أحدهما في بعض الموارد إلّا أنّ ذكرهما في المقام إشارة إلى أنّ كلّ منهما مستقلّ بالإخلال ، فيندفع حينئذ ما ربّما يتخيّل من أنّ ذكر التّأخير بعد التّقديم مستدرك لا فائدة فيه أصلا ، وذلك لأنّ تقديم لفظ عن مكانه الأصلي مستلزم لتأخير لفظ آخر في محلّه ، ويقال : إنّ مجرّد التّلازم بينهما لا يوجب كون ذكر التّأخير بعد التّقديم مستدركا لإمكان أن يكون ذكره للإشارة إلى أنّه يوجب كلّ منهما الخلل من دون ملاحظة الآخر ، ثمّ المراد بالحذف هو الحذف من قرينة واضحة دالّة على المحذوف ، كقولنا : (دنف) بحذف المبتدأ في جواب (كيف زيد)؟
(٢) المراد بالإضمار : الإتيان بضمير لا يظهر مرجعه بسهولة فيكون مخلّا كما في قول ابن مالك :
كذا إذا عاد عليه مضمر |
|
ممّا به عنه مبنيّا يخبر |
(٣) أي كالفصل بين المبتدأ والخبر ، وبين الصّفة والموصوف ، والبدل والمبدل منه بالأجنبي.
(٤) قوله : «ممّا» بيان لكلمة «غير» ، «يوجب صعوبة فهم المراد» أي المعنى المراد للمتكلّم.
(٥) قوله : «ابن عبد الملك» صفة لهشام.
(٦) أي خال هشام الّذي هو الممدوح إبراهيم.
(٧) قوله : «ابن هشام ...» صفة ل «إبراهيم».
(٨) نسبة لبني مخزوم وهم قبيلة من قبائل العرب.
(٩) قوله : «حي» وإن كان في الأصل بمعنى خلاف الميّت إلّا أنّ المراد به هنا أحد ،
(١٠) قوله : «يقاربه» يدلّ على أنّ مماثلة المملّك الممدوح ليست بكاملة.