وقد شرحت (١) فيما مضى تلخيص المفتاح وأغنيته (٢) بالإصباح عن المصباح (٣) وأودعته (٤) غرائب نكت (٥) سمحت (٦) بها الأنظار ووشحته (٧) بلطائف فقر (٨)
______________________________________________________
(١) شرحت فعل ماضي استفيد منه أنه شرح تلخيص المفتاح في الماضي فلا وجه لقوله : «فيما مضى» إلّا أن يقال : إنّ قوله : «فيما مضى» تأكيد لقوله : «شرحت» لدفع توهّم التّجوّز ، لأنّ الماضي قد يستعمل للمستقبل مجازا وإشعارا للبعد ويؤيّد هذا التّوجيه التّعبير ب «ثمّ» في قوله : «ثمّ رأيت».
(٢) أغنيته من باب الإفعال بمعنى صيّرته ، فالمعنى صيّرت «تلخيص المفتاح» (١) غنيّا.
(٣) أي بالمطوّل عن سائر الشّروح. و «الإصباح» وإن كان بمعنى الدّخول في وقت الصّباح إلّا أنّ المراد به هنا لازمه وهو الصّبح ثمّ استعير لشرح الشّارح أعني : المطوّل. و «المصباح» بمعنى السّراج استعير للبواقي من الشّروح.
واختار لفظ الإصباح عن لفظ الصّبح رعاية لموازنة لفظ المصباح. فالمعنى صيّرت المتن غنيّا بالمطوّل الشّبيه بالإصباح عن غيره من الشّروح الشّبيهة بالمصباح.
(٤) أي وضعت في الشّرح.
(٥) «غرائب» جمع غربة بمعنى اللّطيفة و «نكت» جمع نكتة المراد بها هنا المعاني النّفيسة ، وشبّه شرحه بأمين تودع عنده النّفائس على طريق الاستعارة المكنيّة.
(٦) «سمحت» من السّماحة بمعنى الجود «الأنظار» جمع النّظر بمعنى الفكر فالمعنى وضعت في شرحي على تلخيص المفتاح المعاني اللّطيفة الّتي جادت بها أفكاري فشبّه أنظاره بقوم متّصفين بالجود على طريق الاستعارة المكنية وإسناد السّماحة إليها تخييل.
(٧) أي زيّنت الشّرح.
(٨) «لطائف» جمع لطيفة «فقر» جمع فقرة وهي حلي يصاغ على شكل فقرة الظّهر ، ثمّ المراد «بلطائف فقر» هنا لطائف الكلام ونكته فهذه السّجعة تضمّنت مدح الشّرح باشتماله على العبارات الرّائقة ، والجمل الفائقة ، كما أن السّجعة الأولى أي «أودعته ...» تضمّنت مدحه باشتماله على المعاني اللّطيفة.
__________________
(١) للعلامة محمد بن عبد الرّحمن القزويني الخطيب بجامع دمشق.