عن معارضته (١) [وما يقرب منه] عطف على قوله : وهو ، والضّمير في ـ منه ـ عائد إلى أعلى يعني أنّ الأعلى مع ما يقرب منه كلاهما حدّ الإعجاز (٢) ، هذا (٣) هو الموافق لما في المفتاح ، وزعم بعضهم أنّه (٤) عطف على حدّ الإعجاز والضّمير في ـ منه ـ عائد إليه (٥) ، يعني أنّ الطّرف الأعلى هو حدّ الإعجاز وما يقرب من حدّ الإعجاز (٦).
وفيه نظر ، لأنّ القريب من حدّ الإعجاز لا يكون من الطّرف الأعلى الّذي هو حدّ
______________________________________________________
يمكن لغير الله أن يأتي بكلام هو في الطّرف الأعلى من البلاغة ، لأنّ معرفة عدد الأحوال وكيفيّتها ورعاية مقتضيات الأحوال بحسب المقامات أمر لا تعلّق له بعلم البلاغة ولا يستفاد منه.
(١) أي الكلام.
(٢) غاية الأمر أنّ الأوّل : حدّ لا يمكن للبشر أن يعارضوه كالبلاغة القرآنيّة.
والثّاني : حدّ لا يمكنهم أن يتجاوزوه كالبلاغة في كلام النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالمعنى حينئذ أنّ الطّرف الأعلى مع ما يقرب منه في البلاغة حدّ الإعجاز.
(٣) أي كون الطّرف الأعلى وما يقرب منه حدّ الإعجاز «هو الموافق لما في المفتاح».
وحاصل ما في المفتاح : أنّ البلاغة تتزايد إلى أن تبلغ حدّ الإعجاز ، وهو الطّرف الأعلى ، وما يقرب منه ، أي الطّرف الأعلى فإنّ الطّرف الأعلى وما يقرب منه كلاهما حدّ الإعجاز لا هو وحده ، وبعبارة أخرى «هذا» أي الإعراب المقتضي أن يكون كلاهما حدّ الإعجاز لا هو وحده.
(٤) أي ما يقرب منه.
(٥) أي إلى حدّ الإعجاز.
(٦) وظاهره أنّ للطّرف الأعلى فردان ، أحدهما : هو حدّ الإعجاز ، وثانيهما ما يقرب من حدّ الإعجاز.
وهذا الظّاهر فاسد لأنّ ما يقرب منه ليس من الطّرف الأعلى حقيقيّا كان أو نوعيّا ، بل إنّما يكون من المراتب العليّة إذ ما يقرب من مرتبة الإعجاز ليس داخلا فيها ، حتّى يقال : إنّه من الطّرف الأعلى ، وهذا ما تأتي الإشارة إليه في قوله «وأوضحنا ذلك في الشّرح» والمراد من الشّرح هو كتاب المطوّل.