جمع شتيت (١) كمريض ومرضى (٢) [يلابس (٣) الفاعل والمفعول به والمصدر والزّمان والمكان والسّبب] لم يتعرّض للمفعول معه والحال ونحوهما (٤) لأنّ الفعل لا يسند إليها (٥)
______________________________________________________
(١) أي «شتّى» جمع شتيت ، فليس بمفرد حتّى يقال : إنّ الصّفة أعني «شتّى» لا تكون موافقة للموصوف أعني ملابسات.
(٢) ونحوه كقتيل وقتلى ، وجريح جرحى.
(٣) استيناف ، لتفصيل الملابس استينافا بيانيّا ، فكأنّه قيل : ما تلك الملابسات؟ وقيل في الجواب : «يلابس الفاعل ...» والوجه في كون الفاعل من ملابسات الفعل ، أنّه يصدر أو يقوم به. وجه كون المفعول به كذلك لوقوع الفعل عليه. والسّرّ في كون المصدر من ملابسات الفعل أنّه جزء معناه. والسّرّ في كون الزّمان والمكان كذلك إنّ الفعل يدلّ عليهما التزاما حيث إنّه لا بدّ من زمان ومحلّ يقع فيهما والمراد منهما هو المفعول فيه. والوجه في كون السّبب من ملابسات الفعل أنّه هو الحامل والباعث عليه. وذكر المرحوم الشّيخ موسى البامياني رحمهالله هنا ما لا يخلو ذكره عن فائدة ، وقال ما هذا لفظه : ثمّ إنّه قد يقال : إنّ الشّارح قد عدّ من جملة معنى الفعل المصدر والصفة المشبّهة واسم التّفضيل والظّرف وعدّ من جملة الملابسات المصدر والمفعول به ، ولازم ذلك جواز ملابسة المصدر للمصدر وجواز ملابسة الصّفة المشبّهة واسم التّفضيل والظّرف للمفعول به ، وكلّ منهما باطل للزوم ملابسة الشّيء لنفسه في الأوّل ، ونصب الصّفة المشبّهة واسم التّفضيل والظّرف المفعول به في الثّاني ، وقد قرّر في محلّه أنّها لا تنصب مفعولا.
وأجيب عن ذلك : إنّ الكلام على نحو التّوزيع لا على نحو الاشتراك ، أي ليس معنى ملابسة الفعل أو معناه للأمور المذكورة أنّ كلّا منهما يلابس كلّها ، بل موكول إلى القارئ العالم بالقواعد ، فقوله : «المصدر» معناه أي في غير المصدر ، وقوله : «المفعول به» معناه أي في غير الصّفة المشبّهة والظّرف واسم التّفضيل ، على أنّه لا يلزم من ملابسة المصدر للمصدر ملابسة الشّيء لنفسه دائما لجواز أن يكونا متغايرين كما في قولك : أعجبني قتل الضّرب ، انتهى.
(٤) أي كالتّمييز والمستثنى والمفعول له.
(٥) أي الأمور المذكورة لا حقيقة ولا مجازا ، بخلاف المفعول به والمصدر والزّمان