[أي يزيد الله حسنا في وجهه (١)] لما أودعه (٢) من دقائق الحسن (٣) والجمال تظهر بعد التّأمّل والإمعان (٤) ، وفي هذا (٥) تعريض بالشّيخ عبد القاهر ، وردّ عليه حيث زعم (٦) أنّه لا يجب في المجاز العقليّ أن يكون للفعل فاعل يكون الإسناد إليه حقيقة ، لأنّه (٧) ليس لسرّتني في سرّتني رؤيتك ولا ليزيدك في يزيدك وجهه حسنا فاعل يكون
______________________________________________________
يندفع ما قيل من أنّ الحسن موجود في الوجه على وتيرة واحدة ولا يزداد بتكرّر النّظر.
وجه الاندفاع : إنّ المراد زيادة العلم بالحسن بتكرّر النّظر لا نفس الحسن.
(١) التّفسير المذكور إشارة إلى أنّ وجهه مفعول ثالث ل (يزيد) بواسطة ، فالإسناد في الكلام المذكور وقع إلى المفعول بواسطة.
(٢) علّة الزّيادة والجملة إشارة إلى دفع ما استشكل في المقام ممّا أشرنا إليه في الدّليل ، وهو أنّ الحسن موجود في وجهه على نحو واحد ، ولا يمكن أن يزداد بتكرّر النّظر.
وحاصل الدّفع : إنّ المراد أنّ وجهه قد أودعت فيه دقائق من الحسن تظهر واحدة بعد أخرى بتكرّر النّظر فالمراد زيادة الظّهور والعلم بالحسن لا زيادة نفسه كما في المفصّل للمرحوم الشّيخ موسى البامياني.
(٣) بيان ل «ما» في قوله : «لما أودعه».
(٤) أي يظهر ذلك الحسن بعد دقّة النّظر.
(٥) أي في قوله : «ومعرفة حقيقته ...» حيث اشترط في المجاز العقليّ أن يكون له فاعل حقيقيّ إمّا ظاهر أو خفيّ ، تعريض بالشّيخ عبد القاهر وردّ عليه.
(٦) قوله «حيث زعم» علّة التّعريض ، أي حيث قال الشّيخ : إنّه لا يجب في المجاز العقليّ أن يكون للفعل فاعل محقّق في الخارج يكون الإسناد إليه حقيقة ، بل يكفي أن يكون الفاعل أمرا اعتباريّا بأن يفرض ويتوهّم للفعل فاعل ينتقل الإسناد منه للفاعل المجازيّ.
(٧) علّة لقوله : «لا يجب في المجاز العقليّ ...» والوجه لعدم لزوم الفاعل الحقيقيّ للفعلين في المثالين هو عدم وجود تلك الأفعال المتعدّية حقيقة في الاستعمال ، بل وجود تلك الأفعال اعتباري.
والحاصل إنّ الشّيخ ذكر أنّ هذين المثالين ونحوهما من المجاز في الإسناد الّذي لا