المفهوم عرفا لا صاغة الدّنيا ، قيل : المثال مبنيّ على مذهب المازنيّ (١) وإلّا (٢) فاللّام في اسم الفاعل عند غيره (٣) موصول ، وفيه (٤) نظر ، لأنّ الخلاف إنّما هو في اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحدوث دون غيره (٥) نحو : المؤمن والكافر والعالم والجاهل (٦) ، لأنّهم (٧) قالوا هذه الصّفة (٨) فعل في صورة الاسم ،
______________________________________________________
(١) حاصل ما قيل : إنّ الصّاغة جمع صائغ ، كقالة جمع قائل ، فيكون اسما فاعلا ، واللّام في اسم الفاعل واسم المفعول اسم موصول وليس حرف تعريف عند غير المازني ، فكان التّمثيل مبنيّا على مذهبه ، لأنّ القائل بأنّ اللّام الدّاخلة على اسمي الفاعل والمفعول حرف تعريف مطلقا ، أي سواء كانا بمعنى الحدوث أم لا ، لا موصولة هو مذهب المازني.
(٢) أي وإن لم يكن مبنيّا على مذهب المازني ، بل على مذهب الجمهور ، فلا يصحّ هذا المثال لأنّه لا يطابق الممثّل ، إذ اللّام الدّاخلة على اسم الفاعل واسم المفعول عندهم موصولة لا حرف تعريف.
(٣) أي غير المازني.
(٤) أي ما قيل : من أنّ الخلاف في اسم الفاعل واسم المفعول مطلقا نظر ، لأنّ الخلاف بين المازني وغيره إنّما هو في اسم الفاعل واسم المفعول بمعنى الحدوث دون غيره حيث إنّ الحدوث بمعنى تجدّد الحدث باعتبار زمانه والحدوث هو معنى الفعل ، ومعلوم أنّ حرف التّعريف لا يدخل على الفعل ولا على ما بمعناه.
(٥) ممّا أريد بهما الدّوام والثّبات ، فاللّام الدّاخلة فيه حرف تعريف اتّفاقا ، لأنّهما حينئذ من جملة الصّفة المشبّهة.
(٦) أمثلة لكون اسم الفاعل بمعنى الدّوام والثّبوت والصّائغ مثلها في عدم الدّلالة على الحدوث ، فاللّام الدّاخلة على اسم الفاعل في هذه الأمثلة ، ومنها الصّائغ حرف تعريف اتّفاقا كما عرفت.
(٧) أي الجمهور وهذا علّة لكون اللّام في اسم الفاعل بمعنى الحدوث موصولة.
(٨) أي اسم الفاعل والمفعول ، وفي بعض النّسخ هذه الصّلة أي صلة اللّام «فعل في صورة الاسم» حيث إنّ الحدوث من معاني الأفعال ، وحرف التّعريف لا يدخل على الفعل.