[الأطهار (١)] جمع طاهر كصاحب وأصحاب ، [وصحابته الأخيار (٢)] جمع خيّر بالتّشديد (٣)
______________________________________________________
(١) جمع طاهر صفة لآله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لا يقال : إنّ ما ذكره الشّارح هنا من أنّ الأطهار جمع طاهر ينافي ما ذكره في شرح الكشّاف من أنّه جمع طهر ، وما نقل عن الجوهري من أنّ جمع فاعل على أفعال لم يثبت.
فإنّه يقال : إن المستفاد من القاموس وغيره أنّ مفرد الأطهار ثلاثة ، وهي طاهر وطهر وطهور فإذا لا منافاة بين ما ذكره الشّارح هنا ، وبين ما ذكر في شرح الكشّاف لتعدّد المفرد واقعا وعدم ما يفيد الحصر في كلامه هنا ، وفي شرح الكشّاف ، وأمّا ما ذكره الجوهري فلا يصغى إليه ، لأنّه قد ثبت جمع فاعل على أفعال كشاهد على أشهاد وصاحب على أصحاب ، والالتزام بأنّ أصحاب جمع صحب مخفّف صاحب كنمر وأنمار أو جمع صحب بالسّكون اسم جمع كنهر وأنهار تكلّف ولا ملزم لنا على الالتزام به.
(٢) الصّحابة في الأصل كان مصدرا بمعنى الصّحب ثمّ أطلق على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشاع استعماله فيهم حتّى صار بمنزلة العلم لهم فهو أخصّ من الأصحاب لإطلاقه على غير أصحابه صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا ولكون الصّحابة كالعلم بالغلبة صحّ النّسبة إليه كالصّحابي «الأخيار» فيه تلميح إلى قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(١) كما أنّ في الأطهار تلميح إلى قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٢). فمن ذلك وصف الآل بالأطهار ، والصّحابة بالأخيار ، ثمّ إنّ النّسبة بين الصّحابة والآل عموم من وجه لصدقهما معا على أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وصدق الأوّل دون الثّاني على سلمان وغيره من المؤمنين الّذين أدركوا صحبة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصدق الثّاني دون الأوّل على سائر الأئمة المعصومين عليهمالسلام.
(٣) لعلّ أراد الشّارح أنّ الأخيار صفة مشبّهة مفردها هنا خيّر بالتّشديد لا بالتّخفيف. وقد اعترض عليه في المقام بأنّ خيّرا إذا كان صفة مشبّهة يجمع على أخيار سواء كان مشدّدا أو مخفّفا ، ومن ذلك ذكر صاحب الكشّاف في قوله تعالى : (لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ)(٣)
__________________
(١) سورة آل عمران : ١١٠.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣.
(٣) سورة ص : ٤٧.