ومهما ههنا (١) مبتدأ ،
______________________________________________________
الرّابعة : أنّ المستفاد من كلام الشّارح حيث قال : أصله مهما يكن من شيء بعد الحمد والصّلاة إنّ الظّرف من متعلّقات الشّرط المحذوف.
ولكن التّحقيق أنّه من متعلّقات الجزاء ، وذلك لما عرفت من أنّ مثل قولنا : أمّا زيد فقائم مسوق لغرض التّأكيد والتّقرير والمناسب ، لذلك جعله من متعلّقات الجزاء لإفادة الكلام حينئذ تعليق الجزاء على أمر متحقّق جدا وهو وجود الشيء في الدّنيا ، وقد عرفت أنّ المعلّق على المحقّق محقّق لا محالة.
الخامسة : أنهم اختلفوا في كلمة مهما من حيث البساطة والتّركيب : فقال بعضهم هي كلمة بسيطة على وزن فعلى زيدت عليها الألف. وقال الخليل هي ما ألحقت ما أخرى زائدة ، كما تلحق بسائر كلمات الشّرط نحو إذ ما وحيثما ثمّ استكره تتابع المثلين فأبدل ألف ما الأولى هاء لتجانسهما في الهمس أو لتحسين اللّفظ. وقال الزّجاج : هي مركبة من مه بمعنى كفّ وما الشّرطيّة.
وأصح هذه الأقوال هو قول الخليل لكونه مؤيّدا بقياسها على أخواتها. ولا دليل على القول الأوّل والثّالث. ثمّ معنى مهما هو الزّمان مع تضّمن الشّرط نحو مهما تفعل أفعل ، فتكون مفعولا لفعل الشّرط قدمت عليه لصدارتها أو مبتدأ خبره فعل الشّرط وحده ، أو الجواب وحده ، أو مجموعهما. فيما إذا لم يفتقر فعل الشّرط إلى المفعول.
(١) أي في هذا الأصل والتّقدير وإنّما قيّد ابتدائيّة مهما بقوله : «ههنا» لأنّها قد تكون في غير هذا التّقدير والمكان مفعولا ، كقولك مهما تعط من شيء أقبل.
ثمّ قد اختلف في خبر هذا المبتدأ ونحوه على ثلاثة مذاهب.
الأوّل : أنّه الشّرط وحده والجزاء قيد فيه.
والثّاني : أنّه الجزاء وحده والشّرط قيد فيه.
والثّالث : أنّه مجموع الشّرط والجزاء.