[وكان القسم الثّالث (١) من مفتاح العلوم الّذي صنّفه الفاضل العلّامة أبو يعقوب يوسف
______________________________________________________
الأوّل : أنّ المذكور في الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه والمتروك لفظ المشبّه به والمذكور في الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه به والمتروك لفظ المشبّه.
الثّاني : أنّ المراد من المذكور في الأولى نفس المعنى الحقيقي لا المشبّه به ، وفي الثّانية المراد به معناه المجازي أي المشبّه.
الثّالث : أنّ الأولى مستلزمة للاستعارة التّخييليّة دون الثّانية.
(١) عطف على قوله : «كان علم البلاغة» فالواو عاطفة لا للحال لأنّ الأصل فيها العطف فمع إمكان حملها عليه لا مجال لحملها على معنى آخر مخالف لأصلها.
ثمّ كلمة «من» في قوله : «من مفتاح العلوم ...» للتّبيين المشوب بالتّبعيض وليست للتّبيين المحض لأن القسم الثّالث ليس عين مفتاح العلوم كما هو مقتضى كون من للتّبيين المحض ، بل إنّما هو بعضه فإنّه جعل كتابه على ثلاثة أقسام :
الأوّل : في النّحو والصّرف والاشتقاق.
والثّاني : في العروض والقوافي والمنطق.
والثّالث : في المعاني والبيان والبديع.
فالقسم الثّالث بعض من مفتاح العلوم لا عينه. ثمّ إنّ الظّرف إمّا حال من القسم الثّالث بناء على ما هو الصّحيح من جواز الإتيان بالحال من المبتدأ ، وإمّا صفة له ، ثمّ إنّه سمّى كتابه بمفتاح العلوم لكونه مفتاحا للعلّوم التّسعة الّتي اشتمل عليها من الصّرف والنّحو والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع والقوافي والعروض والمنطق.
وفيه استعارة بالكناية حيث شبّه السّكّاكي في نفسه مسائل العلوم التّسعة وقواعدها بالأموال النّفيسة المخزونة في بيت مقفّل بابه بجامع المجهوليّة والمستوريّة مع ميل النّفس إليهما فسكت عن ذكر أركان التّشبيه سوى لفظ المشبّه وأراد به المشبّه به الادّعائي أي مسائل العلوم التّسعة بعد جعلها متقمّصة بقميص الأموال المخزونة وادّعاء أنّها داخلة في جنسها وأثبت للفظ المشبّه لازما من لوازم الأموال المخزونة في بيت مقفّل وهو المفتاح ليكون قرينة على الاستعارة.
ثمّ السّكّاكي نسبة إلى جده حيث كان سكّاكا للذّهب والفضة.