من الألو (١) وهو التّقصير (٢) [جهدا (٣)] أي اجتهادا ، وقد استعمل الألو (٤) في قولهم لا آلوك جهدا متعدّيا إلى مفعولين ،
______________________________________________________
جنس حركة ما قبلها وهي الفتح في المقام والمدّة الّتي من جنسها الألف وحذفت الواو للجازم فصار آل.
(١) بفتح الهمزة وسكون اللّام كالنّصر والقصر ، أو بضمّ الهمزة واللّام كالعنق والعلوّ.
(٢) وهو أي الألو بمعنى التّقصير أي التّواني والتّكاسل من قصر عن الشيء أو توانى عنه وتكاسل لا من قصر عن الشيء بمعنى عجز عنه لعدم مناسبة هذا المعنى للمقام.
(٣) بالضّم والفتح بمعنى الاجتهاد ، وعن الفرّاء : الجهد بالضّم بمعنى الطّاقة أي القدرة وبالفتح بمعنى المشقّة.
(٤) جواب عن سؤال مقدّر. وحاصل السّؤال أنّ كون آل مأخوذا من الألو بمعنى التّقصير مستلزم لأن يكون لازما غير متعدّ. فحينئذ قوله : «جهدا» إمّا حال من فاعله ، أي لم آل مجتهدا أو تمييز عن نسبته إلى فاعله أي لم آل من جهة الاجتهاد فيكون في المعنى فاعلا مجازيّا أي لم يقتصر اجتهادي ، أو منصوب بنزع الخافض أي لم آل في اجتهادي وكلّ هذه الاحتمالات لا يرجع إلى محصّل صحيح.
أمّا الأوّل : فلأنّ مجيء المصدر حالا سماعي إلّا فيما إذا كان نوعا من عامله نحو : أتاني سرعة وبطؤ ، فلا بدّ في غيره من الاقتصار على المسموع وعدم التّعدّي عنه.
وأمّا الثّاني : فلأنّ التّميّز المحول عن الفاعل لا بد أن يكون محوّلا عن فاعل حقيقيّ ، إذ لم يثبت في مورد كونه محوّلا عن فاعل مجازي والفاعل في المقام مجازيّ.
وأما الثّالث : فلأنّ كون الشيء منصوبا بنزع الخافض أيضا سماعيّ فلا يتجاوز عن الأمثلة المسموعة من العرب وما نحن فيه ليس منها.
والجواب أنّ الألو قد استعمل ههنا أي في قولهم : لا آلوك جهدا متعدّيا إلى مفعولين على طريق التّضمين بمعنى أنّ قولهم : آلوك قد ضمن معنى أمنعك المتعدّي إلى اثنين فلم آل في كلام المصنّف محمول على هذا الاستعمال لأنّ هذا الفعل إذا قرن بالجهد ونحوه لم يوجد في الاستعمال إلّا متعدّيا إلى مفعولين.