وحذف (١) هاهنا المفعول الأوّل والمعنى لم أمنعك جهدا [في تحقيقه] أي المختصر يعنى (٢) في تحقيق ما ذكر فيه من الأبحاث [وتهذيبه] أي تنقيحه (٣) [ورتّبته] أي المختصر [ترتيبا أقرب تناولا] أي أخذا [من ترتيبه] أي ترتيب السّكّاكي أو القسم الثّالثّ إضافة للمصدر إلى الفاعل (٤) أو المفعول به [ولم أبالغ في اختصار لفظه (٥)
______________________________________________________
(١) أيضا جواب عن سؤال مقدر والتّقدير أنّ ألو في المقام ليس متعدّيا إلى مفعولين بل له مفعول واحد. وهو جهدا والجواب أنّ المفعول الأوّل حذف أي ترك بالمرّة لعدم كونه مقصودا بخصوصه بأن يراد بالكاف مخاطب معيّن وترك لإفادة العموم فالمعنى لم أمنعك جهدا أي لم أمنع أحدا جهدا.
(٢) إشارة إلى دفع ما يتوهّم من أنّ المختصر عبارة عن الألفاظ فلا يناسبه التّحقيق لأنّه عبارة عن إثبات المسألة بالدّليل والألفاظ لا تثبت بالدّليل فالتّحقيق شأن المعاني فقط. وحاصل الدّفع أن العبارة بتقدير مضاف كقوله «في تحقيقه» أي في تحقيق مدلوله من الأبحاث المذكورة فيه.
(٣) أي لم أمنعك جهدا في تحقيق المختصر وتنقيحه ، ثمّ الضّمير في «تهذيبه» راجع إلى المختصر من دون حاجة إلى تقدير مضاف لأن التّهذيب من أوصاف اللّفظحيث إنّه تخليص من الحشو الكائن فيه. ثمّ المراد من التّحقيق والتّهذيب هو إيراد أبحاث المختصر وألفاظه من أوّل الأمر محقّقة ومهذّبة بإصلاح ما في القسم الثّالث من التّطويل والحشو لا تحقيقه وتهذيبه بعد الفراغ من تأليفه ، كما يتخيّل من ظاهر العبارة.
(٤) قوله : «إضافة المصدر ...» إشارة إلى قوله : «أي ترتيب السّكّاكي» حيث يكون التّرتيب وهو المصدر مضافا إلى الفاعل ، وهو السّكّاكي ، أو المفعول به إشارة إلى قوله : «أو القسم الثّالث» حيث يكون المصدر مضافا إلى المفعول به لأنّ الضّمير في ترتيبه يرجع إلى القسم الثّالث. وعلى الأوّل يرجع إلى السّكّاكي.
(٥) أي المختصر وإضافة اللّفظ إلى الضّمير الرّاجع إلى المختصر من قبيل إضافة العامّ إلى الخاصّ ، فإنّ اللّفظ أعمّ من المختصر لأنّ المختصر عبارة عن خصوص الألفاظ الّتي رتّبها المصنّف على ترتيب خاصّ ، وإنما صرّح به مع كونه مفهوما من الاختصار حيث إنّه عبارة عن تقليل اللّفظ مع إبقاء المعنى دفعا لتوهّم كونه راجعا إلى المختصر باعتبار معناه.