وقيل المراد بالكلام : ما ليس بكلمة (١) ليعمّ المركّب الإسنادي وغيره فإنّه (٢) قد يكون بيت من القصيدة غير مشتمل على إسناد يصحّ السّكوت عليه مع أنّه يتّصف بالفصاحة (٣).
وفيه نظر (٤) : لأنّه إنّما يصحّ ذلك (٥) لو أطلقوا على مثل هذا المركّب أنّه كلام فصيح ، ولم ينقل عنهم ذلك (٦) ، واتّصافه (٧) بالفصاحة يجوز أن يكون باعتبار فصاحة المفردات على أنّ الحقّ أنّه داخل في المفرد (٨) ،
______________________________________________________
(١) الأولى أن يقال فيه : ما ليس بمفرد ، هذا جواب عن الإيراد المذكور على المصنّف ، والقائل هو الخلخالي والزّوزني وحاصل توجيههما من جانب المصنّف : أنّ مراد المصنّف من الكلام ما ليس بمفرد بقرينة مقابلته بالمفرد فيشمل المركّب التّامّ والنّاقص ، فالمركّبات النّاقصة داخلة في كلام المصنّف ، كما أشار إليه بقوله : «ليعمّ المركّب الإسنادي» أي المركّب التّام «وغيره» أعني المركّب النّاقص.
(٢) بيان لشمول الكلام المركّب النّاقص و (كان) في قوله «قد يكون» تامّة ، فمعنى العبارة قد يوجد بيت من القصيدة غير مشتمل على إسناد يصحّ السكوت عليه فيكون المركّب مركّبا ناقصا.
(٣) أي بيت يتّصف بالفصاحة فيقال : بيت فصيح ، فلا بدّ أن يكون مراد المصنّف بالكلام المركّب مطلقا ليشمل المركّب التّامّ والنّاقص معا.
(٤) أي في إدخال المركّب النّاقص في الكلام نظر.
(٥) أي دخول المركّب النّاقص في الكلام.
(٦) أي لو أطلق العرب ـ على المركّب النّاقص ـ أنّه كلام فصيح ولم ينقل عنهم إطلاق الكلام الفصيح على المركّب النّاقص.
(٧) أي اتّصاف البيت بالفصاحة في قولهم : بيت فصيح ، ليس من حيث إنّه كلام ، بل «يجوز أن يكون باعتبار فصاحة المفردات» فيكون وصفه بها من قبيل وصف الشّيء بحال متعلّقه.
(٨) كلمة «على» بمعنى مع ، فمعنى العبارة : مع أنّ الحقّ البيت داخل في المفرد ، أو المركّب النّاقص داخل في المفرد ، لأنّ المفرد :