وأقرب ما هو آت] إذ لو لم يعتبر السّكون لفات السّجع ، لأنّ التّاء من ـ فات ـ مفتوح (١) ، ومن ـ آت ـ منوّن (٢) مكسور.
[قيل : ولا يقال في القرآن أسجاع (٣)] رعاية للأدب وتعظيما له ، إذ السّجع في الأصل هدير الحمام ونحوه ، وقيل : لعدم الإذن الشّرعي (٤).
وفيه نظر ، إذ لم يقل أحد بتوقّف أمثال هذا على إذن الشّارع ، وإنّما الكلام في أسماء الله تعالى [بل يقال] للأسجاع في القرآن ، أعني الكلمة الأخيرة من الفقرة [فواصل.
وقيل : السّجع غير مختص بالنّثر ، ومثاله في النّظم قوله : تجلّى به رشدي ، وأثرت] أي صارت ذا ثروة [به يدي (٥) ، وفاض (٦) به ثمدي] هو بالكسر الماء القليل ، والمراد
________________________________________________________
(١) أي بالفتحة البنائيّة.
(٢) أي منوّن بتنوين العوض.
(٣) يعني أنّه ينهى عنه ولكن لا لعدم وجود السّجع في القرآن بل لرعاية الأدب والتّعظيم ، وتنزيهه عن تصريح بما أصله يكون في الحيوانات العجم ، لأنّ السّجع في الأصل هدير الحمام أي صوتها ، أو تصويت النّاقة.
والحاصل :
إنّ كلا من هدير الحمام وتصويت النّاقة يقال له : السّجع ، في اللّغة ، فيمنع من إطلاقه على كلام الله المجيد ، ولذا رؤوس الآيات فواصل ، ولم تسمّ أسجاعا.
(٤) أي قيل : إنّ النّهي عن إطلاق السّجع على القرآن لعدم الإذن الشّرعي.
وأجاب الشّارح عنه بقوله :
«وفيه نظر» إذ لم يقل أحد بتوقّف إطلاق السّجع على القرآن على إذن الشّارع ، وإنّما الخلاف في أسماء الله تعالى ، هل يحتاج في إطلاقها إلى إذن الشّارع أو لا؟
(٥) أي صارت يدي بهذا الممدوح ذات ثروة ، أي كثرة مال.
(٦) أي سال «به» أي بالممدوح «ثمدي» وهو هنا المال القليل ، وأصله أن يستعمل في الماء القليل ، «وأورى» بفتح الهمزة والرّاء «به زندي» أي صار ذا ورى ، أي صار زندي ذا نار ، وذلك لأنّ من معاني الهمزة في باب الإفعال الصّيرورة ، نحو : أثمر الشّجر ، أي صارت ذات ثمّرة.