البلاد حركةً في نقل المسافرين ، لأنَّ مشهد خير لديهم من مكّة المكرّمة ، تغنيهم عن بيت الله الحرام في زعمهم! (ص ١٥٢).
وقال (ص ١٦٢) : والذي شجّع الفرس على اتِّخاذ مشهد كعبةً مقدّسةً الشاه عبّاس أكبر الصفويّين ، هناك صرف قومه عن زيارة مكّة المكرّمة لكراهتهم للعرب. ولكي يوفّر على قومه ما كانوا ينفقون من أموال طائلة في بلاد يكرهونها ، وكثيرٌ من الحجّاج كانوا من السراة ، فاتَّخذ مشهد كعبةً وجّه إليها الشعب ، ولكي يزيدها قدسيّة حجَّ إليها بنفسه ماشياً على قدميه مسافة تفوق (١٢٠٠) كيلو متر فتحوّل إليها الناس جميعاً ، ويندر من يزور الحجاز اليوم ، وهم يحترمون كلمة (مشهدي) عن كلمة (حجّي) لأنّ من زار مشهد لا شكَّ أكثر قدسيّةً واحتراماً ممّن زار مكّة.
الجواب : اللهمَّ ما أجرأ هذا ـ الكَذْبان ـ على المفتريات التي لم تطرق سمع أحد من الشيعة ، ولا وقع عليها نظر أيٍّ منهم ولو في أسطورة كاذبةٍ حتى وجدها في كتاب هذا المائن ، وليس في الشيعة أحد يعتقد في خراسان غير أنّه مرقد خليفة من خلفاء رسول الله ، ومثوى إمام من أئمّتهم ، ولذلك عاد مهبطاً للفيوض الإلهيّة ، وأمّا القول بإغنائه عن البيت الحرام وإنّ زيارته مسقطة للحجِّ فبهتان عظيم ، والشاه الصفويّ ـ المغفور له ـ لم يتِّخذه كعبةً ، ولا قصد زيارته ماشياً إلاّ للتزلّف إلى المولى سبحانه بزيارة وليّ من أوليائه والتوسّل إليه بخليفةٍ من خلفائه ، ولم يصرف قومه عن الحجِّ لذلك ، ولم يأتِ برأيٍ جديد يُضادّ رأي الشيعة من أوّل يومهم ، والشيعة إنّما تقصد زيارته بداعي الولاء للعترة الطاهرة الذي هو أجر الرسالة ، ورغبة في المثوبات الجزيلة المأثورة عن أئمّتهم عليهمالسلام.
ولم يكن الشاه ولا شعبه الإيرانيّون بالذين يشحّون على الأموال دون الفرائض التي من أعظمها الحجُّ إلى الكعبة المعظّمة ، ولا يرون لهذه الفريضة أيَّ بدل من زيارة أو عبادة ، وهذه الحقب والأعوام تشهد لآلاف مؤلّفة من الإيرانيّين الذين كانوا يحجّون البيت في كلِّ عام.