احتياج الأمّة إلى إمام معصوم ، وقد بلغت رشدها ، ولها عقلها العاصم ، وعندها كتابها المعصوم ، وقد حازت بالعصوبة كلّ مواريث نبيّها ، وفازت بكلّ ما كان للنبيّ بالنبوّة.
الأمّة بعقلها وكمالها ورشدها بعد ختم النبوّة أكرم وأعزّ وأرفع من أن تكون تحت وصاية وصيّ تبقى قاصرة إلى الأبد. ما.
الجواب : هذه سلسلة أوهام وحلقة خرافات تبعد عن ساحة أيّ متعلّم متفقّه فضلاً عمّن يرى نفسه فقيهاً ، فكأنّ الرجل يتكلّم في الطيف في عالم الأضغاث والأحلام.
ألا من يسائله عن أنَّ الأمّة إذا كانت معصومةً حافظة لكلّيات الدين وجزئيّاته أصلاً وفرعاً ، ومبلّغةً جميع ذلك كافّة عن كافّة وعصراً بعد عصر ، ولم يوجد هناك شيء منسيّ أو مغفول عنه ، فما معنى أعلميّتها من جميع الأئمّة؟ وأقربيّة اهتدائها من اهتدائهم؟ أيراهم خارجين عن الأمّة غير حافظين ولا مهتدين ، في جانب عن الدين الذي حفظته الأمّة ، لا تشملهم عصمتها ولا حفظها ولا اهتداؤها ولا تبليغها؟
وعلى ما يهمّ الرجل يجب أن لا يوجد في الأمّة جاهلٌ ، ولا يقع بينها خلافٌ في أمر دينيّ أو حكم شرعيّ ، وهؤلاء جهلاء الأمّة الذين سدّوا كلَّ فراغ بين المشرق والمغرب ، وتشهد عليهم أعمالهم وأقوالهم بأنّهم جاهلون ـ وفي مقدّمهم هو نفسه ـ وما شجر بين الأمّة من الخلاف منذ عهد الصحابة وإلى يومنا الحاضر ممّا لا يكاد يخفى على عاقل ، وهل يُتصوَّر الخلاف إلاّ بجهل أحد الفريقين بالحقيقة الناصعة؟ لأنَّها وحدانية لا تقبل التجزئة ، أيرى من الدين الذي حفظته الأمّة وبلّغته جهل عليّ وأولاده من بينهم بالقرآن والسنن؟ أم يراهم أنَّهم ليسوا من الأمّة؟ فيقول : إنّ علم الأمّة بالقرآن وسنن النبيّ اليوم أكثر وأكمل من علم عليّ ومن علوم كلّ أولاد عليّ.