للزينبيِّ على جلالةِ قدرِهِ |
|
خُلُقٌ كطَعمِ الماءِ غيرُ مُزنَّدِ (١) |
وشهامةٌ تُقصي الليوثَ إذا سطا |
|
وندىً يغرّقُ كلَّ بحرٍ مُزْبدِ |
يحتلُّ بيتاً في ذؤابةِ هاشمٍ |
|
طالتْ دعائمُهُ محلَّ الفرقدِ |
حرٌّ يروح المستميحُ ويغتدي |
|
بمواهبٍ منهُ تروحُ وتغتدي |
فإذا تحيّفَ مالَهُ إعطاؤه |
|
في يومه نَهَكَ البقيَّةَ في غدِ (٢) |
بضياءِ سنّته المكارمُ تهتدي |
|
وبجود راحتِهِ السحائبُ تقتدي |
مقدارُ ما بيني وما بينَ الغنى |
|
مقدارُ ما بيني وبين المربدِ (٣) |
وفي معجم الأدباء (٤) نقلاً عن تاريخ أبي محمد عبد الله بن بشران أنّه قال : دخل المفجّع يوماً إلى القاضي أبي القاسم عليّ بن محمد التنوخي فوجده يقرأ معاني الشعر على العبيسي ، فأنشد :
__________________
(١) أي غير بخيل ولا ضيّق الحال. (المؤلف)
(٢) تحيّف : تنقص. ونهك : أفنى. (المؤلف)
(٣) المربد : فضاء وراء البيوت يرتفق به. (المؤلف)
(٤) معجم الأدباء : ١٧ / ١٩٨ ـ ٢٠٠.