.................................................................................................
______________________________________________________
بالشهرة المستفيض نقلها على الكراهية حتّى من المحقّق في كتابيه (١) ، وناهيك به ناقلاً ، فيجمع بين الأخبار بحمل النهي في الصحاح المستفيضة على الكراهية لمكان هذه الأخبار المعتبرة المعتضدة بالشهرة المستفيضة كما سمعت. ولا ريب أنّ تأويل تلك إلى هذه أقرب من العكس.
وقوله في الصحيح (٢) : «من قرأ خلف إمام يأتمّ به بعث على غير الفطرة» فيمكن حمله على ما عدا الإخفاتية أو على ما إذا قرأ بقصد الوجوب كما عليه جماعة (٣) من العامّة ، فيكون المقصود به ردّهم أو على الكراهية وإن بعد ، وقد وقع مثله في الأخبار كما في رواية فرق الشعر (٤) ممّا رتّب عليه العذاب الاخروي من الفرق بمنشار من نار وأمثاله.
وقد روى ابن سنان في الصحيح (٥) عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : إن كنت خلف الإمام في صلاة لا يجهر فيها بالقراءة حتّى يفرغ وكان الرجل مأموناً على القرآن فلا تقرأ خلفه في الاوليين ، وقال : يجزيك التسبيح في الأخيرتين ، قلت : أيّ شيء تقول أنت؟ قال : أقرأ فاتحة الكتاب. وهذا الخبر ظاهر في رجحان القراءة للمأموم في الركعتين الأخيرتين حيث خصّ النهي عن القراءة بالاوليين وقال : يجزيك التسبيح في الأخيرتين فإنّه يدلّ على إجزاء القراءة أو رجحانها ، فقد دلّ على بعض المدّعى دلالة ظاهرة ، وما ذكر (٦) فيه من احتمال كونه لرفع توهّم أنّ التسبيح كيف يكون مجزياً ، لأنّ الصلاة لا تتمّ إلّا بالقراءة ، فدفعه عليهالسلام بالتنصيص على الإجزاء ، وليس الغرض متعلّقاً بإجزاء غيره أو رجحانه ومن احتمال حمل
__________________
(١) المعتبر : في الجماعة ج ٢ ص ٤٢١ ، وشرائع الإسلام : ج ١ ص ١٢٣.
(٢) وسائل الشيعة : ب ٣١ من أبواب صلاة الجماعة ح ٤ ج ٥ ص ٤٢٢.
(٣) كما في التذكرة : في الجماعة ج ٤ ص ٣٤٠ ، وتقدّم أيضاً في ص ٤٥١ هامش ١٧.
(٤) بحار الأنوار : في السنن والآداب ح ٦ ج ٧٦ ص ٨٥.
(٥) وسائل الشيعة : ب ٣١ من أبواب صلاة الجماعة ح ٩ ج ٥ ص ٤٢٣.
(٦) كما في ذخيرة المعاد : في الجماعة ص ٣٩٧ س ٣١.