.................................................................................................
______________________________________________________
وصاحب «المدارك (١)» وغيرهم (٢). وستسمع جملة من كلامهم ، وقد سمعت ما في «الوسيلة».
وقد اختلفت كلمتهم في التمتام والفأفاء والألثغ والأليغ والأرثّ في الموضوع والحكم. ففي «المبسوط» تكره الصلاة خلف التمتام ومَن لا يحسن أن يؤدّي الحروف وكذلك الفأفاء ، فالتمتام هو الذّي لا يؤدّي التاء والفأفاء هو الذي لا يؤدّي الفاء ، وكذلك لا يؤتمّ بأرثّ (٣) ولا ألثغ ولا أليغ ، فالأرتّ هو الذي يلحقه في أوّل كلامه ريح فيتعذّر عليه فإذا تكلّم انطلق لسانه ، والألثغ هو الذي يبدّل حرفاً مكان حرف ، والأليغ هو الذي لا يأتي بالحروف على البيان والصحّة ، وإذا أمّ أعجمي لا يفصح بالقراءة أو عربي بهذه الصفة كرهت إمامته (٤) ، انتهى.
وفي «المعتبر» أمّا التمتام والفأفاء فالائتمام بهما جائز ، لأنّه يكرّر الحرف ولا يسقطه (٥). ومثله في التفسير والحكم ما في «نهاية الإحكام (٦) والتذكرة (٧) والمنتهى (٨)
__________________
(١) مدارك الأحكام : في الجماعة ج ٤ ص ٣٥٤.
(٢) كالطباطبائي في رياض المسائل : في الجماعة ج ٤ ص ٣٣٣.
(٣) الّذي يظهر من كتب اللغة أنّ الصحيح في هذه الكلمة ما ذكره في المجمع والصحاح من أنّها الأرتّ بالألف والراء المهملة والتاء المثناة الفوقانية المشدّدة وهو مَن في كلامه رتّة أي عجمة لا تصيب الكلام ولا تصدر على نهجه وضبطه كمن يلفظ الجيم كافاً أو گافاً والميم عيناً ، أو مَن في لسانه لكنة ، وأمّا الأرث بالثاء المثلّث أو الأرب بالباء المنقوط تحته فلم يجئ في اللغة بالمعنى المنظور في المقام ، فعليه فالصحيح ما في المنتهى من أنّه الأرتّ وهو على ما قال الشيخ الّذي يلحقه في أوّل كلامه إلى آخر ما حكاه الشارح ، فمنه يظهر أنّ ما وقع في كلام الأعلام أو ما حكي عنهم كلّه تصحيف إمّا من الطابع أو من الناسخ ، فتأمّل.
(٤) المبسوط : في الجماعة ج ١ ص ١٥٣.
(٥) المعتبر : في الجماعة ج ٢ ص ٤٣٨.
(٦) نهاية الإحكام : في الجماعة ج ٢ ص ١٤٩.
(٧) تذكرة الفقهاء : في الجماعة ج ٤ ص ٢٩٦.
(٨) منتهى المطلب : في الجماعة ج ١ ص ٣٧٢ س ٢٧.