.................................................................................................
______________________________________________________
واعلم أنّ الشهيد الثاني قد أتى في المقام بشيء لم يُعرف من غيره ، فإنّه بعد أن نقل القول الثاني قال : إنّه مع جودته ورجحانه على القول الأوّل لا يصحّ على إطلاقه ، فإنّ المحلّ الّذي نوى فيه الإقامة قد يكون على رأس المقصد وقد يكون دونه ، وعلى التقديرين فالمقصد الّذي خرج إليه بعد نيّة الإقامة وهو دون المسافة قد يكون على جهة بلده الّذي يريد الرجوع إليه في نفس طريقه وقد يكون مخالفاً له في الجهة ، وما ذكروه من تحقّق الرجوع بمفارقة المقصد الّذي خرج إليه بعد الإقامة لا يتمّ في جميع هذه الموارد ، فإنّ المقصد لو كان في بعض الطريق الّتي سلكها من بلده بحيث يكون الخروج إليه بعد نيّة الإقامة بصورة الرجوع إلى البلد ورجوعه منه بصورة الذهاب كيف يفرض كون الرجوع من محلّ هذا شأنه رجوعاً إلى بلد المسافر وهو على طرف النقيض للرجوع. ومثله ما لو لم يكن المقصد الّذي خرج إليه على طريق بلده ولكنه يقرب إليه بالخروج إلى المقصد ويبعد من بلده بالرجوع منه ، ففي هذه الموارد لا يتمّ ما ذكروه ولا يتوجّه ما حكموا به من القصر بالأخذ في الرجوع إلى موضع الإقامة ، بل اللازم من المسألة الاولى الّتي صدّرنا بذكرها الرسالة بقاؤه على التمام في هذه المواضع ذهاباً وإياباً وإقامةً في المقصد وعوداً إلى محلّ المقام وفي المقام فيه وإن قصر عن العشرة حتّى يتحقّق قصد المسافة ولو بتوجّهه نحو بلده بالسفر ، لعدم تحقّق قصد المسافة بدون ذلك ، ومثله القول فيما لو كان محلّ الإقامة في أثناء المسافة أو في أثناء طريق المقصد الأوّل وإن كان بعد بلوغ المسافة وكان الخروج من محلّ الإقامة إلى جهة تخالف جهة بلده بحيث تتحقّق صورة الرجوع بالعود منه إلى محلّ الإقامة ، وإن كان ذلك مقابلاً لجهة بلده فإنّ المسافر ما دام عازماً على الزيادة في السفر عن محلّ الإقامة والبعد عن البلد لا يتحقّق منه الرجوع ، وإن حصلت صورة التوجّه إلى البلد فإنّ ذلك ليس رجوعاً لغةً ولا عرفاً إلى أن قال : وإنّما يتّجه ما ذكروه في القول «الحدائق» عليه في ذلك ، فالأمر متوجّه إليه من الأمير عليهالسلام في ذلك والتنزيل قريب جدّاً ، وإن أبيت أبينا حجّية مثله لعدم الدليل. (منه عفا الله عنه).
__________________
تشنيع صاحب «الحدائق» عليه في ذلك ، فالأمر متوجّه إليه من الأمير عليهالسلام في ذلك والتنزيل قريب جدّاً ، وإن أبيت أبينا حجّية مثله لعدم الدليل. (منه عفا الله عنه)