.................................................................................................
______________________________________________________
قال في آخر كلامه : قال الشيخ في المبسوط. وقد يفهم ذلك من «التحرير (١)» في المقام ، وفيه عبارة اخرى تأتي الإشارة إليها.
وهذا الحكم خيرة «فوائد الشرائع (٢) والجعفرية (٣) والميسية والغرية وإرشاد الجعفرية (٤) والمسالك (٥) والمدارك (٦)» صرّحوا بذلك في مسألة المحراب الداخل حيث قالوا : يمكن تصوير المحراب الداخل بأن يكون داخلاً في المسجد كثيراً بحيث إذا وقف الإمام فيه لا يراه مَن على جانبيه ، ويمكن تصويره بأن يكون داخلاً في المسجد بحيث يكون له جداران في المسجد ، وهذا ألصق بالمقام فإنّه حينئذ يكون من المأمومين مَن هو على يمين الإمام وشماله ولا يكون في مقابله أحد ، فيتحقّق عدم مشاهدتهم الإمام ولا مَن يشاهده بخلاف الداخل في الحائط فإنّ الصفّ غالباً يكون متصلاً ، فالّذين في الجانبين يشاهدون مَن يشاهد الإمام وهو في مقابلته ولو بوسائط بأطراف أعينهم ، انتهى كلام جماعة منهم ، والآخرون قالوا مثل ذلك من دون تفاوت أصلاً.
وفي «الرياض» أنّ هذا القول المذكور في المنتهى أشهر بل لا يكاد يوجد فيه خلاف إلّا من بعض مَن تأخّر ، وأشار بذلك إلى صاحب «الذخيرة (٧)» ثمّ قال : لكن عدم الاكتفاء بمثل هذه المشاهدة أحوط مع احتمال ظهوره من الصحيح (٨) ، انتهى.
قلت : ويؤيّد القول المشهور تصريحهم بأنّه لو صلّى بين الأساطين فإن اتصلت الصفوف به وشاهد الإمام أو بعض المأمومين صحّت ، صرّح بذلك الجمّ
__________________
(١) تحرير الأحكام : في الجماعة ج ١ ص ٥١ س ٢٨.
(٢) فوائد الشرائع : في الجماعة ص ٥٧ س ٨ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).
(٣) الرسالة الجعفرية (رسائل المحقق الكركي : ج ١) في الجماعة ص ١٢٧.
(٤) المطالب المظفّرية : في الجماعة ص ١٦٣ س ٧ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).
(٥) مسالك الأفهام : في الجماعة ج ١ ص ٣١٩.
(٦) مدارك الأحكام : في الجماعة ج ٤ ص ٣٧٦.
(٧) ذخيرة المعاد : في الجماعة ص ٣٩٤ س ٨.
(٨) رياض المسائل : في الجماعة ج ٤ ص ٢٩٩.