ولكن على مقربة من هذا القصر حدائق كحدائق الجنة بها قبة عالية ذات زخارف مثل قبة الطوبخانه إلا أنها لجامع ، إلا أنها تشبه قبة الطوبخانة تمام الشبه.
ـ متنزه ومزار «بئر المطرية» :
إنه مكان تعبد المسيح ـ عليهالسلام ـ فى حدائق فى الجانب الشمالى من القاهرة على بعد ساعتين منها. وعند ما كانت مصر فى حوزة اليونان كان فى هذه البقعة الكثير من الأبنية العظيمة. ولم يبق منها الآن إلا قاعة وزاوية. وفيها حوض من نزل فيه وكان به علة تم له الشفاء منها.
وجاء فى التواريخ وتواريخ اليونان أنه عندما هاجرت السيدة مريم مع ابنها المسيح عيسى من مدينة نابلس هبطت هذا المكان فطاب لها مستقرا ومقاما.
ويزعم النصارى أن المسيح عيسى وأمه السيدة مريم هما اللذان حفرا هذه البئر ليغتسلا وأنهما أقاما هذا الحوض. وهذا القول صحيح لا يتجافى عن الصواب ، إذ إن جميع آبار القاهرة ماؤها أميل إلى الملوحة إلا أن ماء هذه البئر عذب بفضل معجزة المسيح ـ عليهالسلام ـ.
وتسحب الثيران الماء العذب من هذ البئر بالدواليب لرى الحدائق المحيطة به من كل جانب. وكانت أشجار البلسم والبلسان (١) تملأ هذه الحدائق وكانت هذه الأشجار من غرس يد المسيح ـ عليهالسلام ـ ، ولم يكن لها من وجود فى بلد آخر. وكانت يستخرج منها الزيوت ويحتفظ بها الملوك فى خزائنهم تبركا.
وإذا ما تسمم أحد وتناول من هذا الزيت مقدار قيراط نجى من الموت. وإذا لدغت أحد عقرب أو أفعى أو حية ودهن موضع اللدغ بزيت البلسان هذا أو لعقه نجى كذلك من الموت المحقق. وإذا دهن بهذا الزيت موضع ألم سكن هذا الألم.
__________________
(١) البلسم : جنس شجر من القرنيات الفراشية ، يسيل من فروعها وسوقها إذا جرحت عصارة راتنجيّة ، تستعمل فى الطب.
والبلسان : شجر له زهر أبيض صغير كهيئة العناقيد يستخرج من بعض أنواعه عطر.