وهذا الزيت معروف لدى النصارى فى القرى ، وإذا لم يتناول منه النصرانى أو لم يدهن به جسمه لا يعد نصرانيا حقا. ويأتى النصارى من كل فج عميق إلى المطرية لزيارة هذه البئر والاغتسال فى حوضها ، وهم يقطفون أوراق شجرة مريم ويقدمها البعض إلى البعض هدية فى مختلف الولايات ، كما يحتفظون بهذه الأوراق بين صفحات الكتب.
إلا أنى لم أشاهد بها أشجار البلسم والبلسان تلك فسألت سدنتها فأجابونى بقولهم إنها جفت وتيبست منذ أن دخلت مصر فى حوزة العثمانيين.
ولكن أشجار البلسان منتشرة على طرق الكعبة الآن ويستخرج منها الأهالى زيوتها ويبيعونها فى جرار للحجيج.
ـ فوائد ماء بئر المطرية :
عند ما يفيض النيل وتجرى مياهه خضراء اللون ، ثم يحمر ماؤه عندئذ يمتنع الباشاوات والذواقة عن شرب ماء النيل. وسبب ذلك أن الماء الأخضر الذى ركد فى الترع والخلجان منذ العام الماضى يظهر فيه السم الزعاف وعندما يأتى فيضان النيل يدفع هذه المياه من الخلجان فتمر من القاهرة.
والتى إذا ما شرب أحد منها ابتلى بالمرض ، لذا يمتنع الباشاوات والأعيان من شرب ماء النيل هذا طيلة شهر ، ويشربون من بئر المطرية ذات الماء الزلال. إنها بقعة طيبة النسيم.
ـ متنزه البئر المعظمة :
حفرها موسى ـ عليهالسلام ـ ، وإن كان بعض الأطباء يصفون ماء بئر المطرية بعذوبته وفوائده إلا أننى لم أشرب منها.
ـ متنزه بركة الحج :
بقعة يقيم فيها حجيج مصر ثلاثة أيام وثلاث ليال عند خروجهم للحج يتزودون منها بمئات الآلاف من القرب المملوءة بمياه النيل. إنها خيرات عظيمة عجيبة ، فقد شقوا بركة الحج هذه من النيل فكأنها بحيرة عظيمة. وهى تبعد عن القاهرة بمقدار أربع ساعات. وبعض وزراء مصر وأعيانها يسافرون عبر هذا الطريق ومنه يعودون إليها.