ولكن مع الأسف لم يكن موجود بها آثار الإسكندر أو طلاسم دلوكة أو علامات سوريد أو كنوز مصرايم ولم يعد هناك أثر لمرآة الإسكندر ، واستمر الحال على ذلك ثلاث سنوات ، وفى السنة الرابعة تمكن هذا السفير اللعين من جمع كل الكفار وخرج من أسبانيا بثلاثمائة ألف جندى وسفن لا تحصى قاصدا مدينة الإسكندرية ونزلوا بها واستولوا على قلعة الإسكندرية وأقاموا بها سنة ونهبوا بقية الكنوز التى كانوا قد استولوا عليها قبل ذلك ، وملكوا بذلك أموالا لا تحصى ، وعندما تمكن من ذلك أمر بتحميل كل الكنوز والأموال على السفن بعد أن هدم كل الآثار العجيبة والطلاسم الغريبة الموجودة فى الإسكندرية وفر هاربا بالسفن إلى أسبانيا وقام بنهب كل الأماكن التى كانت فى طريقه إلى أسبانيا.
وقد عمرت أسبانيا بهذا المال ، ويطلقون على المدينة الكبيرة هناك المدينة الكبرى ويطلقون اسم قرطبه وطنجه على مدينتين تقعان فى المغرب ، وقد عمرت تلك المدن على أطلال مدينة الإسكندرية أى أن عمرانها كان على حساب خراب مدينة الإسكندرية ، أما الآن فتوجد بالإسكندرية آلاف العلامات والآثار الظاهرة التى تدعو للعبرة ، وعندما دخل عبد الملك بن مروان مدينة الإسكندرية هذه المرة أعلن أنها ستكون مدينة العرش لمدة سبع سنوات ، وأعلن أنه اعتزم الانتقام من الأعداء ، وفى غضون سنة جمع جنده وكانوا فى كثرة مثل البحر وسار بهم فى ألفى سفينة شراعية إلى أسبانيا وقام بفتح المدينة الكبرى بها وفتح مدينتى قرطبة وطنجة بالمغرب ومئات المدن الأخرى وغنم من الأموال الذهبية ثلاثة آلاف صندوق وبنى منها جامع بنى أمية فى مدينة الإسكندرية والشام الشريف وهو يشبه الجنة.
والطائفة المسلمة الموجودة بأسبانيا حاليا هم أبناء جنود عبد الملك ، كما فتح عبد الملك مدينة القسطنطينية بهؤلاء الجند وتصالح مع أهلها على أن يدفعوا خراجا سنويا يقدر بخمسمائة ألف قطعة ذهبية كل عام ، ودخل جند الإسلام مدينة الإسكندرية سالمين غانمين بعد أن انتقموا من الكفار الظالمين ، واستقر عبد الملك وسائر جند الإسلام سبع